في خطوة تعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تشهد منطقة “تيدا” الصناعية في العين السخنة طفرة غير مسبوقة في حجم الاستثمارات الصينية، ما يعكس ثقة الشركات الصينية في البيئة الاستثمارية المصرية، ويسهم في خلق فرص عمل وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للدولة المصرية.

من نفس التصنيف: توسيع ملكية الشركات الحكومية يعزز دور القطاع الخاص في الاقتصاد
وبحسب بيانات صادرة عن مجلس الوزراء المصري، بلغ عدد الشركات الصينية العاملة داخل منطقة تيدا أكثر من 140 شركة، باستثمارات مباشرة تصل إلى 1.6 مليار دولار، كما حققت هذه الشركات مبيعات تقدر بـ 3.6 مليار دولار.
تقع المنطقة الصناعية على مساحة تصل إلى 10 ملايين متر مربع، وقد وفرت حتى الآن 55 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في قطاعات متنوعة تشمل الصناعات الثقيلة والخفيفة والتجميع والخدمات اللوجستية.
ممكن يعجبك: أسعار الدواجن والبيض اليوم 10/6/2025.. الكتكوت الأبيض بـ 25 جنيه
بيان مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق، علّق الدكتور أحمد جمال الدين، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، قائلًا: تُعد الاستثمارات الصينية في منطقة تيدا الصناعية بالعين السخنة نموذجًا ناجحًا للشراكات الاقتصادية طويلة المدى، خاصة في ظل التحول العالمي نحو توطين سلاسل الإمداد والإنتاج، فوجود أكثر من 140 شركة صينية باستثمارات تجاوزت 1.6 مليار دولار، يعكس ثقة المستثمر الأجنبي في المناخ الاستثماري المصري، ويؤكد قدرة الدولة على توفير بيئة مستقرة ومحفزة للأعمال
وأضاف جمال الدين في تصريح خاص ل”نيوز رووم”، أن الأرقام المتعلقة بفرص العمل – والتي وصلت إلى 55 ألف فرصة مباشرة وغير مباشرة – تكشف عن البُعد الاجتماعي لهذا النوع من الاستثمارات، حيث لا تقتصر فوائده على العوائد الاقتصادية فقط، بل تمتد لتشمل تقليل البطالة وتحقيق تنمية مجتمعية في المناطق المحيطة.
وأوضح أن التوسع المستقبلي المخطط له، من حيث تخصيص 10 ملايين متر مربع إضافية ورفع عدد الشركات إلى 200، من شأنه أن يدعم خطة الدولة لجعل منطقة قناة السويس مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا.
مؤكدًا أن الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات إنتاجية، مثل منطقة تيدا، هو ما تحتاجه مصر لتحقيق نمو حقيقي ومستدام، مقارنة بالاستثمارات قصيرة الأجل أو المرتبطة بالأدوات المالية فقط.
أهداف مستقبلية طموحة
تسعى الحكومة المصرية وشركة “تيدا مصر” إلى زيادة عدد الشركات إلى 200 شركة، مع تخصيص 10 ملايين متر مربع إضافية للتوسعات، والوصول بإجمالي الاستثمارات إلى 3.5 مليار دولار.
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة الدولة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين، والاستفادة من التجربة الصينية في المناطق الاقتصادية الخاصة، خاصة مع موقع مصر المتميز كبوابة للنفاذ إلى الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية.
تيدا: نموذج للتكامل الصناعي
تعد منطقة “تيدا” نموذجًا ناجحًا للتكامل الصناعي بين مصر والصين، وتُبرز أهمية المناطق الاقتصادية الخاصة كرافعة للتنمية، كما تعكس جدوى جذب الاستثمارات الأجنبية في تحفيز النمو وتوفير فرص العمل وزيادة الصادرات.