تدق أجراس الحرب في المنطقة، حيث يبدو أن هناك احتمالًا لمواجهة عسكرية تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، خصوصًا بعد أن وصلت المفاوضات النووية الإيرانية إلى طريق مسدود، في ظل إصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها، بينما ترفض واشنطن ذلك.

شوف كمان: ماكرون يحذر من فقدان الغرب لمصداقيته بسبب ازدواجية المعايير في حرب أوكرانيا وغزة
مفاوضات متعثرة
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الأمل في تحقيق تقدم خلال جولات التفاوض بين إيران والولايات المتحدة بدأ يتلاشى، مما يثير القلق من احتمال نشوب صراع عسكري.
كما أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الجولة السادسة من المحادثات المقررة في العاصمة العمانية مسقط يوم الأحد المقبل قد لا تُعقد.
إجلاء الموظفين
في هذا السياق، بدأت الولايات المتحدة بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، بالإضافة إلى أفراد عائلات العسكريين من عدة قواعد في الخليج، وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع الأمني، وفقًا لتصريحات مسؤولين في وزارة الخارجية والبنتاغون.
وقد تم الإعلان عن هذه العمليات بعد ثلاثة أيام من اجتماع الرئيس ترامب بفريقه للأمن القومي في كامب ديفيد لمناقشة الوضع الإيراني.
تهديدات متبادلة
تأتي خطوات الإجلاء هذه في ظل تهديدات طهران بإطلاق صواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، ردًا على أي هجوم محتمل على منشآتها النووية، حيث هدد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، بأن القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ستكون في مرمى نيران إيران، وأن أي هجوم أمريكي – إسرائيلي سيقابله رد إيراني يكبدهم خسائر كبيرة.
عرض أمريكي
لكن قبل هذه التهديدات، لوح الجيش الأمريكي بالتحرك، حيث أكد أنه قدم للرئيس ترامب عدة خيارات للتعامل عسكريًا مع إيران، كما صرح مسؤولون إسرائيليون بأن الجيش الإسرائيلي كان في حالة تأهب قصوى في الأيام الأخيرة تحسبًا لتصعيد محتمل.
تعليق ترامب
وفي أول تعليق له، قال ترامب إننا نخلي موظفينا من هناك لأن الشرق الأوسط قد يصبح خطرًا، وسنرى ما سيحدث لاحقًا، وعندما سُئل عن إيران، أكد أنه “لن يسمح لهم بامتلاك قنبلة نووية”.
وفي حديث قد يُعتبر إشارة لاقتراب الحرب، قال: “أؤمن بأن الجيش الأمريكي سيحقق انتصارات متتالية في الأيام المقبلة”.
تحذير بريطاني
وفي نفس السياق، أصدرت إدارة عمليات التجارة البحرية التابعة للحكومة البريطانية تحذيرًا للبحارة بشأن “زيادة التوترات” في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى تصعيد النشاط العسكري.
وقد نصحت الوزارة السفن بالمرور عبر الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز بحذر، والإبلاغ عن أي حوادث أو أنشطة مشبوهة، وبعد ساعات قليلة، بدأت السفارة الأمريكية في بغداد الاستعداد لإجلاء الموظفين غير الأساسيين.
خيارات إسرائيلية
وكان ترامب قد حذر سابقًا من أن البديل للاتفاق سيكون الصراع، وكانت إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال فشلت المحادثات، رغم تأكيده على تفضيله التوصل إلى اتفاق، إلا أنه عبر مؤخرًا عن عدم تفاؤله بذلك، بينما تقترب المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق من الانتهاء.
موقف إيران
من جانبها، قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إن الدبلوماسية هي “السبيل الوحيد للمضي قدمًا”، وأكدت أن “التهديدات باستخدام القوة لن تغير الواقع: إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية تؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار”.
لكن المشكلة تكمن في أن إيران لم تُقدم حتى الآن ردها على مقترح الاتفاق النووي الأمريكي، ويبدو من غير المرجح أن تُعقد الجولة السادسة من المحادثات كما هو مخطط لها.
قرار دولي مرتقب
كما من المتوقع أن يصوّت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار يدين إيران لعدم امتثالها لالتزاماتها النووية، وقد هددت إيران باتخاذ إجراءات لتصعيد برنامجها النووي ردًا على ذلك.
مقال له علاقة: عمال ميناء في جنوب فرنسا يعرقلون نقل شحنة معدات عسكرية إلى إسرائيل
استعدادات عسكرية
وفي هذا السياق، أشار المحلل العسكري للقناة الرابعة عشرة الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يُخطط لتنفيذ هجوم قريب جدًا، كما رجح أن يتم الهجوم بالتعاون مع الولايات المتحدة، وقد تم رصد تحليق كثيف للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العراق.
حرب إعلامية
وفي الوقت نفسه، بدأت وسائل إعلام إيرانية في بث أغانٍ عسكرية، ونشرت صفحة “إيران بالعربي” صورة لصاروخ باليستي كُتب عليه “جاهزون”، وأكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده لن ترضخ لأي إملاءات، وأنه لا يحق لأحد منعها من حقها في البحث العلمي في المجال النووي.
وشدد على أن “المطالبات بالتخلي عن قدراتنا تهدف فقط لتسهيل هجمات إسرائيل علينا”.