ترامب يرد على الانتقادات بعد ظهوره في “البؤساء” بمركز كينيدي برسالة قوية

وصل الرئيس الأمريكي مساء الأربعاء إلى مركز كينيدي للفنون المسرحية في واشنطن، برفقة زوجته ميلانيا ترامب، لحضور عرض المسرحية الموسيقية الشهيرة “Les Misérables” (البؤساء)، وسط تباين في ردود فعل الحضور بين تصفيق حار وعبارات استهجان.

ترامب يرد على الانتقادات بعد ظهوره في “البؤساء” بمركز كينيدي برسالة قوية
ترامب يرد على الانتقادات بعد ظهوره في “البؤساء” بمركز كينيدي برسالة قوية

ورغم التقارير السابقة التي أشارت إلى احتمال مقاطعة من بعض طاقم العمل والحضور، بدا ترامب واثقًا، بل وتحدى هذه الانتقادات، حيث صرح للصحافيين قبل العرض: “لا يهمني ذلك إطلاقًا، بصراحة، لا يهمني.. كل ما أفعله هو إدارة البلاد على أكمل وجه”

ترامب وميلانيا.

شائعات عن مقاطعة ومصادر تنفي

قبل العرض، تداولت وسائل الإعلام تقارير عن انسحاب بعض أعضاء فريق المسرحية احتجاجًا على حضور ترامب، بما في ذلك وجود بدلاء على خشبة المسرح بدلًا من الفريق الأساسي، لكن مصدرًا مقربًا من ريتشارد جرينيل، المدير التنفيذي المؤقت لمركز كينيدي، نفى هذه الأنباء واصفًا إياها بـ”الأخبار الكاذبة من CNN”.

وقال المصدر لصحيفة ديلي ميل: “منذ البداية، كل ما قيل كان مبنيًا على مصادر مجهولة ولا أساس له من الصحة”

في خطوة غير مسبوقة، أعلن ترامب في فبراير الماضي، بعد 19 يومًا فقط من بدء ولايته الثانية، حلّ مجلس إدارة مركز كينيدي بالكامل وتعيين نفسه رئيسًا للمؤسسة الثقافية التي سُمّيت على اسم الرئيس الديمقراطي الراحل جون كينيدي.

ومنذ ذلك الحين، عيّن ترامب ريتشارد جرينيل، المعروف بولائه له وشغله سابقًا منصب القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية، مديرًا تنفيذيًا مؤقتًا للمركز، كما أسند إليه مهام خاصة كمبعوث رئاسي.

موسم فني جديد ومقاطعات فنية

كما أشاد ترامب بما وصفه بـ”التطور النوعي” في أداء مركز كينيدي منذ تولي جرينيل المسؤولية، مشيرًا إلى أن موسم 2025-2026 سيشهد عروضًا ضخمة تشمل: (“البؤساء”، “شيكاغو”، “مولان روج”، “السيدة داوتفاير”، “مونتي بايثون سبامالوت”، و”العودة إلى المستقبل: المسرحية الموسيقية”)

لكن في المقابل، شهد المركز موجة انسحابات احتجاجية من عدد من الفنانين والمبدعين الذين تربطهم علاقة بالمؤسسة، من بينهم: (الموسيقي بن فولدز، الكاتبة والمنتجة شوندا رايمز (مؤلفة Grey’s Anatomy)، النجمة إيسا راي (Insecure))

ترامب وميلانيا.

كما تم نقل عدد من الفعاليات المرتبطة بمجتمع الميم (LGBTQ+)، مثل أحداث WorldPride، إلى أماكن بديلة بعيدًا عن مركز كينيدي، ما أثار المزيد من الجدل حول مستقبل المركز في ظل إدارة ترامب.

انقسام ثقافي حاد

كان حضور ترامب لـ”البؤساء” ليس مجرد حدث ثقافي، بل عكس الانقسام الثقافي والسياسي العميق في الولايات المتحدة، حيث باتت الفنون ساحة جديدة لتصفية الحسابات السياسية، وبينما يرى أنصاره في ذلك عودة للهوية الوطنية، يعتبره المعارضون تدخلاً سافرًا في الفضاء الثقافي الأمريكي.