العد التنازلي للإخوان وتحركات سودانية ودولية لإدراجهم في قوائم الإرهاب

في ظل تصاعد الحرب في السودان وتفاقم الانقسامات السياسية والمجتمعية، تتزايد الدعوات داخل السودان لتصنيف الحركة الإسلامية السودانية كتنظيم إرهابي، هذه المطالب لم تعد مقتصرة على الداخل السوداني أو بعض الدول العربية، بل أصبحت تتماشى مع تيار دولي يتوسع ضد هذا التنظيم.

العد التنازلي للإخوان وتحركات سودانية ودولية لإدراجهم في قوائم الإرهاب
العد التنازلي للإخوان وتحركات سودانية ودولية لإدراجهم في قوائم الإرهاب

فرصة تاريخية: دعم دولي متزايد لتجريم التنظيم

في هذا السياق، أشار عروة الصادق، القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، في تصريحات صحفية إلى أن هناك فرصة تاريخية يجب على السودانيين استغلالها في ظل الاهتمام الدولي المتزايد بخطر تنظيم الإخوان على الأمن والسلم الدوليين، وأكد أن تجربة التنظيم في السودان تمثل “نموذجًا متكاملًا للإرهاب المنظم”، داعيًا القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك دوليًا لتوضيح هذه الحقيقة.

ماكرون وكروز: تحركات غربية متزامنة ضد الإخوان

وفي خطوة تعكس التصعيد الدولي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته في مايو الماضي إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لمواجهة خطر الإخوان على المجتمع الفرنسي، وذلك خلال اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي، وفي واشنطن، أعلن السيناتور الجمهوري تيد كروز عن عزمه إعادة تقديم مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، متهمًا إدارة بايدن بتوفير منصة للجماعة لتعزيز نفوذها، ومؤكدًا أن أمن الولايات المتحدة لم يعد يحتمل تجاهل خطرها.

السودانيون يطالبون: تصنيف الحركة الإسلامية منظمة إرهابية

محليًا، يعتقد الكثير من السودانيين أن تصنيف الحركة الإسلامية السودانية كتنظيم إرهابي أصبح ضرورة ملحة، حيث أشار خالد عمر يوسف، الوزير السابق والقيادي في “صمود”، إلى أن الحركة “أجّجت الانقسامات، وارتكبت جرائم إبادة، وأطالت أمد الحرب”، مشددًا على أهمية تضييق الخناق عليها لتحقيق الاستقرار، وهو ما أكده أيضًا وزير العدل السابق نصر الدين عبد الباري، عندما شدد على دور الإخوان في إشعال حرب 15 أبريل 2023، وبنائهم لأجهزة قمع ترتبط بشبكات تطرف عالمية.

عروة الصادق: الإخوان دمروا السودان باسم الدين

ولم يتردد القيادي عروة الصادق في وصف حكم الإخوان بأنه كان “نموذجًا مكتملًا للإرهاب السياسي المنظم”، مشيرًا إلى أن ما حدث في السودان لم يكن مجرد تجربة فاشلة بل مشروع ديني-أمني كارثي استخدم الدين لتبرير القمع والقتل، وأوضح أن النظام الإخواني قاد انقلاب 1989، ودمّر مؤسسات الدولة، وأشعل حروبًا أهلية مروعة من الجنوب إلى دارفور، وجبال النوبة والنيل الأزرق، متهماً إياه باستخدام المجاعة والاغتصاب والتطهير العرقي كأدوات حكم، وأشار إلى أن سياسة “التمكين” أدت إلى تفكيك الدولة بالكامل، حيث تم استبدال الكفاءات بموالين، وتفشى الفساد، وانهار الاقتصاد رغم الثروات، بل إن الخرطوم تحولت في ظل حكم الإخوان إلى ملاذ آمن لقيادات الإرهاب، من بينهم أسامة بن لادن، وأضاف أن حتى داخل الحركة الإسلامية نفسها، تمّت تصفية الأصوات الإصلاحية بلا رحمة، مؤكدًا: “هذا ليس مجرد فشل سياسي بل جريمة منظمة باسم الدين”.

الأردن تحظر جماعة الإخوان

وفي أبريل الماضي، أعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية “حظر كافة نشاطات جماعة الإخوان المسلمين المُنحلة واعتبارها جمعية غير مشروعة”، حيث تقرر، وفق الفراية، “اعتبار الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين أمراً محظوراً، وحظر الترويج لأفكارها، وتحت طائلة المساءلة القانونية”، وأوضح الفراية: “إنه في الوقت الذي أتاحت فيه الدولة الأردنية لكافة مواطنيها حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات والتعبير عن الرأي وممارسة النشاطات السياسية وفقًا للقانون، فقد ثبت قيام عناصر ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين بالعمل في الظلام، والقيام بنشاطات من شأنها زعزعة الاستقرار، والعبث بالأمن والوحدة الوطنية، والإخلال بمنظومة الأمن”.