إسرائيل تخدع إيران بمسرحية هدوء مدروسة قبل هجوم «الأسد الصاعد»

في خطوة اعتبرت “خطة خداع محكمة”، نسجت إسرائيل شبكة من الإشارات المضللة قبل تنفيذ هجومها الواسع على إيران، حيث اعتمدت على مزيج من الظهور السياسي المطمئن، مثل تواجد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في إجازة عائلية، وتسريبات إعلامية تشير إلى تأجيل أي عملية عسكرية لما بعد زفاف نجله، بالإضافة إلى اجتماعات أمنية خالية من مؤشرات التصعيد المباشر، وتصريحات دولية مهدئة، مما خلق مشهدًا تمويهيًا أربك طهران ومهّد لضربة مفاجئة استهدفت عمق البرنامج النووي الإيراني وقدراته الصاروخية، تحت ما عُرف بعملية “الأسد الصاعد”.

إسرائيل تخدع إيران بمسرحية هدوء مدروسة قبل هجوم «الأسد الصاعد»
إسرائيل تخدع إيران بمسرحية هدوء مدروسة قبل هجوم «الأسد الصاعد»

كيف خدعت إسرائيل إيران قبل الهجوم؟

وفقًا لتقارير إعلامية وتحليلات أمنية، عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال إشارات مضللة لتقليل مستوى التأهب الإيراني، منها ظهور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في إجازة عائلية في الشمال، مما أوحى بعدم وجود نية للتصعيد.

كما تم تسريب معلومات تفيد بأن أي تحرك عسكري لن يحدث قبل زفاف نجل نتنياهو، أفنير، المقرر في 16 يونيو، في محاولة لصرف الأنظار عن التوقيت الحقيقي للعملية.

عُقد اجتماع أمني في “ويتكوف” يوم الأحد الماضي دون أي مؤشرات على عملية وشيكة، مما زاد من قناعة الجانب الإيراني بأن الأمور تحت السيطرة.

في الوقت نفسه، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات حذّر فيها من التصعيد العسكري، في ما اعتبره البعض جزءًا من رسائل التهدئة التي ساهمت في ترسيخ هذا الانطباع.

الهجوم الإسرائيلي على طهران

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، عن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني وقدرات طهران الصاروخية بعيدة المدى، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة تهدد بإشعال المنطقة.

ووفق البيان الرسمي الصادر عن جيش الاحتلال، فإن الضربة الافتتاحية شملت عشرات الأهداف العسكرية في مناطق مختلفة من إيران، بما في ذلك مواقع نووية، ومقرات قيادة، وأهداف تتعلق بقادة عسكريين بارزين، وأكد أن العملية تهدف إلى شلّ البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، مشيرًا إلى أن الإيرانيين وصلوا إلى مرحلة متقدمة في تطوير سلاح نووي.

وأوضح البيان أن أجهزة الإنذار التي انطلقت في جميع أنحاء إسرائيل لم تكن بسبب إطلاق صواريخ فعلية، بل لتحذير الجمهور وتهيئته لاحتمال رد إيراني وشيك.

أسباب الهجوم الإسرائيلي على طهران

أشار جيش الدفاع الإسرائيلي إلى ثلاثة عوامل دفعت لشن العملية، أولها أن البرنامج النووي الإيراني في مرحلة متقدمة، حيث تملك إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع 15 قنبلة نووية خلال أيام، وثانيها امتلاك إيران لآلاف الصواريخ الباليستية، مع خطة لمضاعفتها خلال عام، وثالثها نشر الأسلحة والذخيرة لوكلائها في المنطقة، ضمن خطة لضرب إسرائيل وتقويض استقرار الأردن ومصر.

وأضاف الجيش أن إيران وضعت خطة هجومية متكاملة لتدمير إسرائيل عبر هجمات دقيقة ومنسقة وغزو بري، مؤكدًا: “وصلنا إلى نقطة اللاعودة، ولا خيار أمامنا سوى التحرك الآن”.

وتوقع الجيش أن تستمر العملية لعدة أيام على الأقل، مع احتمال قصف إيراني مكثف، مؤكدًا وجود تنسيق عسكري مستمر مع القوات الأميركية.

واختتم البيان بالتأكيد على أن العملية لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل القضاء على التهديد النووي والعسكري، مشددًا على أن الضربة الأولى كانت مفاجئة وفي أماكن لم يتوقعها الإيرانيون، مؤكدًا: “في نهاية هذه العملية، لن يبقى هناك تهديد نووي إيراني يهدد وجود إسرائيل”.