نطنز تشهد اشتباكات وقادة يُسقطون.. إسرائيل تنفذ أوسع هجوم على إيران منذ سنوات طويلة

في تصعيد غير مسبوق للتوتر بين تل أبيب وطهران، أعلنت إسرائيل عن بدء عملية عسكرية واسعة تستهدف المنشآت النووية ومصانع الصواريخ والمراكز العسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وذلك في إطار حملة وصفتها بأنها مطولة تهدف إلى منع تطوير سلاح نووي.

نطنز تشهد اشتباكات وقادة يُسقطون.. إسرائيل تنفذ أوسع هجوم على إيران منذ سنوات طويلة
نطنز تشهد اشتباكات وقادة يُسقطون.. إسرائيل تنفذ أوسع هجوم على إيران منذ سنوات طويلة

أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية التي طالت مواقع استراتيجية، أبرزها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، عن انفجارات ضخمة وأضرار جسيمة، في وقت رفعت فيه إسرائيل حالة التأهب وأغلقت مطار بن غوريون تحسبًا لرد إيراني وشيك قد يشمل هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة.

عملية الأسد الصاعد

جاء الهجوم الذي أُطلق عليه اسم عملية «الأسد الصاعد»، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية واسعة، خاصة بعد تأكيد مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني وسقوط ضحايا مدنيين في العاصمة طهران.

بينما باشرت إسرائيل نشر قواتها على مختلف الجبهات، وأعلنت جهوزية دفاعاتها الجوية، نفت الولايات المتحدة أي تورط لها في العملية، مع تصاعد الترقب الدولي لاحتمالات التصعيد، وتراجع فرص استئناف المحادثات النووية التي كان مقررًا عقدها قريبًا في سلطنة عُمان.

استهداف منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية

قال الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنها بدأت عملية عسكرية موسعة استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين إيرانيين، في إطار ما وصفته بأنه “عملية مطولة” تهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي، ودرء تهديد وجودي على إسرائيل، وفقًا لما أعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أفادت وسائل إعلام وشهود إيرانيون بوقوع انفجارات ضخمة في عدة مناطق داخل إيران، أبرزها في منشأة نطنز، المعروفة بأنها المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في البلاد، وفي أعقاب الهجوم، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ العامة، وأغلقت مطار بن جوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، كما رفعت وحدات الدفاع الجوي حالة التأهب القصوى تحسبًا لهجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة قد تُشنّ ردًا على الضربة.

أكد التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، نتيجة قصف مباشر استهدف مقر الوحدة في طهران، كما أشار إلى مقتل عدد من الأطفال في غارة طالت حيًا سكنيًا في العاصمة.

قال نتنياهو: “نحن في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل، قبل قليل أطلقنا عملية الأسد الصاعد، وهي حملة عسكرية تستهدف دحر التهديد الإيراني لبقاء دولتنا، العملية ستستمر لعدة أيام، أو حتى تتم إزالة هذا التهديد بالكامل”.

وأوضح أن إسرائيل استهدفت العلماء الإيرانيين العاملين في المشروع النووي، بالإضافة إلى منشآت تطوير الصواريخ ومنشأة نطنز النووية، مشددًا على أن الضربة الأولى طالت عشرات المواقع العسكرية والاستراتيجية.

صناعة 15 قنبلة نووية

صرح مسؤول عسكري إسرائيلي أن إيران تملك مواد نووية تكفي لصناعة نحو 15 قنبلة نووية في غضون أيام، وهو ما دفع إسرائيل إلى التحرك بشكل عاجل.

نقلت وكالة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير أن جهاز الموساد نفّذ بالتزامن مع الهجوم الجوي سلسلة من العمليات التخريبية السرية داخل إيران، استهدفت منشآت صاروخية وقدرات الدفاع الجوي الإيراني.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الضربة كانت استباقية وموجهة بدقة، متوقعًا أن ترد إيران عبر هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة تستهدف الأراضي الإسرائيلية في المدى القريب.

في المقابل، نفت الولايات المتحدة أي دور لها في الضربة، وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان إن إسرائيل تصرفت من جانب واحد لحماية أمنها، مؤكدًا أن أولويات واشنطن تتركز على حماية القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، مضيفًا: “دعوني أكون واضحًا: لا ينبغي لإيران أن تستهدف المصالح أو الموظفين الأمريكيين”.

اجتماع عاجل لترامب اليوم

صرّح البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن القومي صباح الجمعة لمتابعة تطورات الأوضاع.

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إنه تم استدعاء عشرات آلاف الجنود، وتم نشرهم على جميع الجبهات، معتبرًا أن إسرائيل تخوض حملة تاريخية لا مثيل لها لمنع ما وصفه بـ”تهديد وجودي من عدو يسعى لتدميرنا”.

كان من المقرر أن تُعقد جولة سادسة من المحادثات بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين بشأن ملف تخصيب اليورانيوم في سلطنة عمان، يوم الأحد، بحسب ما أفاد مسؤولون من الطرفين، إلا أن المراقبين يرجحون انهيار تلك الجهود بعد الضربة الإسرائيلية.

في وقت سابق، قالت مصادر استخباراتية أمريكية إن إسرائيل كانت تستعد منذ أيام لتنفيذ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وأن الجيش الأمريكي وضع خطة طوارئ شاملة تشمل احتمال إجلاء المدنيين الأمريكيين من المنطقة في حال تصاعد المواجهة.