في خطوة وصفها مراقبون بأنها تجاوزت الحدود التقليدية لتطال “العقول المدبرة” للمشروع النووي والعسكري الإيراني، شنت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة غارات جوية غير مسبوقة داخل العمق الإيراني، حيث استهدفت مواقع استراتيجية وشخصيات بارزة في مؤسسات الأمن والعلم والطاقة النووية.

من نفس التصنيف: مظاهرات كبيرة في إسرائيل تطالب بإطلاق سراح الرهائن في اليوم الـ 600 للحرب
وحسب ما أفادت به وكالات أنباء إيرانية، مثل “إرنا” و”إيران إنترناشيونال”، أسفرت الضربات عن مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين والعلماء، ومن بينهم:
- اللواء محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني
- اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري وأحد أقوى الشخصيات العسكرية في البلاد
- الأدميرال علي شمخاني، رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي السابق والمستشار المقرب للمرشد الأعلى
- اللواء غلام علي رشيد، من كبار قادة الحرس الثوري
- الدكتور محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة “آزاد” وعالم نووي بارز
- الدكتور فريدون عباسي، النائب في البرلمان والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية
- الدكتور أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية وعضو الهيئة التدريسية
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بمقتل أكثر من عشرة علماء نوويين إيرانيين خلال الغارات، مشيرة إلى أنهم يُعتبرون من “مراكز المعرفة” الحساسة في البرنامج النووي الإيراني.
مدن إيرانية تحت القصف
الهجوم استهدف مواقع متعددة في عمق إيران، حيث شملت قائمة المدن المستهدفة: كرج، أصفهان، تبريز، إيلام، قصر شيرين، كرمانشاه، خرم آباد، كاشان، كلبايكان، الأهواز، بروجرد، بالإضافة إلى العاصمة طهران التي شهدت سلسلة من الانفجارات في مناطق سكنية وتجارية رئيسية
مواضيع مشابهة: تحذيرات من اليونان وإيطاليا لسفنها بشأن البحر الأحمر ومضيق هرمز بعد الهجمات الإسرائيلية
في تبريز، أكدت السلطات المحلية مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين جراء قصف استهدف معسكر كريمي في سعيد آباد، ومعسكر الزهراء في أمند، ومركز الرادار في سردرود، وذلك بحسب ما صرح به مجيد فرشي، مدير إدارة الأزمات في محافظة أذربيجان الشرقية.
أما في طهران، فقد ترددت أصوات الانفجارات في عدة أحياء، منها: سعادة آباد، أندرزغو، مدينة محلاتي، كامرانية، فرحزاد، نارمك، ميدان ونك، شهرآرا، إسلامشهر، ومرزداران، وانتشرت مقاطع فيديو توثق تصاعد الدخان من مواقع مختلفة، وسط حالة من الفوضى والذعر بين السكان
استهداف لمواقع الطاقة ومراكز القيادة
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأن محيط مصفاة تبريز تعرّض للقصف، بينما أكدت الشركة الوطنية لتكرير النفط عدم تسجيل أي أضرار في منشآتها الحيوية، مشيرة إلى أن عمليات الإمداد بالوقود مستمرة بشكل مستقر.
ويُعتبر هذا الهجوم الأكبر من نوعه داخل الأراضي الإيرانية منذ سنوات، ويمثل تحولًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك بين تل أبيب وطهران، إذ استهدف لأول مرة بشكل مباشر شبكة القيادة العليا والعناصر العلمية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
تأتي هذه الضربة بعد تحذيرات إسرائيلية متكررة من أن إيران تقترب من “نقطة اللاعودة” في مساعيها النووية، وسط تعثّر واضح في المسار الدبلوماسي وحالة غليان في المنطقة.