وزيرة البيئة تناقش تعزيز المحميات في البحر الأبيض المتوسط خلال مؤتمر UNOC3

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعًا مع السيدة ريتا ماريا الزغلول مدير أمانة تحالف الطموح الرفيع من أجل الطبيعة والشعوب، وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات الثنائية خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات UNOC3 المنعقد بمدينة نيس الفرنسية في الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025.

وزيرة البيئة تناقش تعزيز المحميات في البحر الأبيض المتوسط خلال مؤتمر UNOC3
وزيرة البيئة تناقش تعزيز المحميات في البحر الأبيض المتوسط خلال مؤتمر UNOC3

تناول اللقاء أوجه التعاون بين التحالف ومصر، بالإضافة إلى الورشة العمل المتوسطية الحالية، وذلك في ضوء الدور القيادي لمصر في المنطقة، والسعي لتحقيق هدف إعلان 30% من مساحة الكوكب كمناطق محمية بحلول عام 2030.

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال الاجتماع على اختلاف طبيعة المتوسط بين آليات وأهداف دول الشمال والجنوب في إعلان المناطق المحمية، وأشارت أيضًا إلى خصوصية مصر كونها تطل على البحرين الأحمر والمتوسط، حيث حظيت سواحل البحر الأحمر باهتمام كبير نظرًا لما تحتويه من تنوع بيولوجي مميز وأنواع مختلفة من الشعاب المرجانية.

أوضحت وزيرة البيئة أن الدراسات أثبتت أن منطقة الشعاب المرجانية بساحل جنوب العقبة في مصر تُعتبر من أكثر النقاط مرونة في مواجهة آثار تغير المناخ، وقد أطلق عليها العلماء اسم “نقطة الأمل” نظرًا لقدرتها على البقاء، مما دفع مصر لبذل جهد كبير خلال العامين الماضيين لتطوير دراسات حول طبيعة الأنواع في الشعاب المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر، بهدف إعلان الساحل بالكامل كمحمية طبيعية بنهاية العام، مما سيرفع حصة مصر من المساحات المحمية من 15% إلى 22%.

وفيما يتعلق بإعلان مناطق محمية بحرية في المتوسط، أكدت وزيرة البيئة العمل مع الاتحاد الدولي للطبيعة في هذا المجال، بالإضافة إلى تحديث قانون حماية الطبيعة، مشيرة إلى أن مصر تسعى لتغيير المفهوم السائد بأن المحميات يجب أن تكون مناطق محظورة، حيث أصبحت تستخدم بطريقة منظمة تسمح بتنفيذ أنشطة تحافظ على استدامتها مثل السياحة البيئية، بما يتماشى مع حساسية كل محمية ويحقق التوازن بين الإنسان والطبيعة.

أكدت د. ياسمين فؤاد أن وزارة البيئة نجحت في التوافق مع قطاع السياحة الذي يعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، خاصة الشعاب المرجانية، حيث يشكل القطاع الخاص 98% من هذا المجال، مما أسهم في بناء علاقة ثقة متبادلة، فقد دعمت وزارة البيئة الغواصين والصيادين الذين فقدوا وظائفهم خلال جائحة كورونا، وساعدتهم في إيجاد مصادر رزق من خلال عمليات تنظيف البحر الأحمر والمتوسط، مما جعلهم داعمين للوزارة في مواجهة هجمات القرش من خلال القيام بمهمة المتابعة والرصد.

كما أشارت وزيرة البيئة إلى جهود مصر في إعلان الموانئ الخضراء، بدءًا من التقييم والرصد للممارسات، وتدريب المسؤولين عن الموانئ، والتنسيق مع وزارة النقل لمساعدتهم على التوافق البيئي، ليتم بعد خمس سنوات إعلان مينائي دمياط وبورسعيد كموانئ خضراء.

أكدت الوزيرة أن تجربة مصر في التنسيق بين الأطراف المختلفة، وبناء علاقات قائمة على المصلحة المتبادلة، وخلق الروابط مع أجندة القطاعات الأخرى، تقدم نموذجًا حقيقيًا للعالم لتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.

ومن جانبها، أكدت السيدة ريتا ماريا أن التحالف يسعى لدعم تنفيذ هدف إعلان 30% من مساحة الكوكب كمناطق محمية بحلول عام 2030 من خلال تحديد الاحتياجات ومواطن الدعم المطلوبة، معربة عن تطلعها للاستفادة من دور مصر الفاعل في دعم جهودها بالمنطقة، وحشد الزخم السياسي واتخاذ إجراءات تنفيذية في هذا الشأن، ومشاركة الخبرات مع مصر وتبادل التجارب مع العالم، والاستفادة من الآلية التمويلية الصغيرة التي يقدمها التحالف للدول النامية والتي تتراوح بين 20 إلى 50 ألف دولار، لتخصيصها لتحقيق هدف 30 بحلول 2030.

تم الاتفاق على التعاون المشترك في مجال إعلان مناطق محمية في المتوسط، خاصة في إطار خطة تحويل الساحل الشمالي إلى وجهة سياحية كبيرة، بالإضافة إلى الاستفادة من دعم التحالف لتحقيق هدف 30 بحلول 2030، وقدرته على ربط الدول الأعضاء بالعديد من الشركاء لتنفيذ ذلك.