غطرسة القوة لن تضمن الأمن في المنطقة حتى لإسرائيل وفق الخارجية المصرية

أدانت وزارة الخارجية المصرية برئاسة الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف المواقع الإيرانية فجر اليوم، وأكدت أن ما فعله الجيش الإسرائيلي يعد انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي.

غطرسة القوة لن تضمن الأمن في المنطقة حتى لإسرائيل وفق الخارجية المصرية
غطرسة القوة لن تضمن الأمن في المنطقة حتى لإسرائيل وفق الخارجية المصرية

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها نشر عبر الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:

“تدين جمهورية مصر العربية الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم ١٣ يونيو ٢٠٢٥، والتي تمثل تصعيدًا إقليميًا سافراً بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وتتابع مصر بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة، وتستنكر هذا العمل غير المبرر الذي سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة، ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة.

وتجدد مصر تأكيدها على أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة، وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، كما تؤكد أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

هذا وقد أكدت تقارير نشرتها وكالة أنباء فارس، اليوم الجمعة، مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، في الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت العاصمة طهران وعدة مدن أخرى.

مقتل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية

جاء ذلك بعد أن نفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية هذه الأنباء، مشيرة إلى أن باقري ما يزال على قيد الحياة ويتواجد داخل غرفة العمليات الحربية.

فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي

كما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل العالمين النوويين البارزين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، إلى جانب الجنرال غلام علي رشيد، نائب قائد الجيش، جراء الضربات الجوية التي وُصفت بأنها من أعنف الهجمات التي تشهدها البلاد منذ عام 1979.

ووفقًا لما نشرته وكالة “تسنيم”، فقد لقي قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، مصرعه أيضًا، بعدما استهدفت الغارات مقر القيادة وسط العاصمة بشكل مباشر، في وقت أظهرت فيه الصور المتداولة تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من مواقع القصف، وسط استمرار عمليات الإنقاذ وفرض طوق أمني مشدد حول المناطق المستهدفة.

وأظهرت شاشات التلفزيون الإيراني الرسمي شارة سوداء، تعبيرًا عن فداحة الخسائر، بينما خيمت حالة من الصدمة والترقب على الشارع الإيراني، ووصفت وسائل إعلام محلية الهجوم بأنه “تصفية دقيقة” للنخبة العسكرية والعلمية في البلاد.

استهداف القيادات العسكرية الإيرانية

من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر إيرانية مطلعة أن الضربات استهدفت أيضًا منازل عدد من القيادات العسكرية البارزة، في حين رجّح موقع “والا” العبري أن يكون معظم أعضاء هيئة الأركان الإيرانية قد لقوا حتفهم خلال العملية.

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميًا إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، إلى جانب القضاء على القدرات الصاروخية بعيدة المدى لطهران، مشيرًا إلى أن الضربة الافتتاحية شملت عشرات المواقع العسكرية الحساسة والمراكز النووية.

تدمير البرنامج النووي الإيراني

برر الجيش الإسرائيلي العملية بمعلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إنتاج سلاح نووي، بالإضافة إلى امتلاكها ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية ودعمها الواسع لجماعات مسلحة تهدد أمن إسرائيل والمنطقة.