شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعًا ملحوظًا، تزامنًا مع المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، وذلك بعد أن شنت إسرائيل سلسلة من الضربات على إيران، مما أثار قلقًا من احتمال اندلاع حرب أوسع في منطقة حيوية لإمدادات الطاقة العالمية.

من نفس التصنيف: علاء البطل يشدد على ضرورة اليقظة والحرص الكامل في منظومة شحن وتداول المنتجات البترولية
وقد قفزت العقود الآجلة القياسية بنسبة 5.7% اليوم الجمعة، مسجلة أكبر ارتفاع لها منذ أكثر من خمسة أسابيع، بحسب تقرير بلومبرج.
ضربات جوية على برنامج إيران النووي
نفذت إسرائيل ضربات جوية على برنامج إيران النووي ومواقع الصواريخ الباليستية صباح الجمعة، حيث سُمع دوي انفجارات في طهران ومدن أخرى، وتمثل هذه العملية تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين الطرفين، حيث توعدت إيران بأن تدفع إسرائيل “ثمناً باهظاً جداً”.
اقرأ كمان: أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 1/6/2025 قبل إجازة عيد الأضحى
مخاوف من إغلاق مضيق هرمز
تتزايد المخاوف بشأن إمكانية تعطل مرور الشحنات عبر مضيق هرمز، الذي يُعتبر ممرًا مائيًا بالغ الأهمية للغاز الطبيعي المسال والنفط، ورغم تهديدات طهران المتكررة بإغلاق المضيق خلال التوترات الجيوسياسية، إلا أنها لم تتخذ خطوة فعلية في هذا الاتجاه، ولا يبدو أن تسليم الغاز الطبيعي المسال قد تأثر حتى الآن، ولكن قد يواجه تأخيرات إذا بدأت السفن في تجنب عبور المضيق.
وقالت فلورنس شميت، خبيرة استراتيجيات الطاقة في “رابوبنك” (Rabobank): “يكمن الخطر الذي يهدد أسواق الطاقة في تصعيد إقليمي أوسع يشمل كبار موردي النفط الخام والغاز الطبيعي”
وأشارت إلى أن قطر وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة تمتلك مجتمعة طاقة تصديرية تصل إلى حوالي 98 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما يمثل 18% من الإمدادات العالمية.
ارتفع الطلب الأوروبي على الغاز المسال منذ أن فقدت القارة الجزء الأكبر من إمداداتها المنقولة عبر الأنابيب من روسيا، وتشكل التدفقات الوفيرة عاملاً حاسمًا في الأشهر المقبلة مع سعي المنطقة لإعادة ملء منشآت التخزين المستنزفة قبل حلول فصل الشتاء.
تعطل مفاجئ لإمدادات النرويج
تُعتبر قطر واحدة من أكبر ثلاثة مورّدين للغاز الطبيعي المسال، وأي تعطّل في صادراتها قد يرفع أسعار الغاز فوق 100 يورو لكل ميغاواط/ساعة في “أسوأ السيناريوهات”، وفقًا لما ذكرته شميت، ورغم أن أوروبا تعتمد بشكل رئيسي على الوقود المسال القادم من الولايات المتحدة، فإن “فقدان ولو كمية صغيرة من الإمدادات سيشكل عاملاً صعوديًا كبيرًا” للأسواق.
وفي القارة، يترقب المتعاملون أي تعطلات إضافية في النرويج، أكبر مورّدة للغاز عبر الأنابيب إلى أوروبا، حيث تشهد إحدى المصافي الكبيرة هناك حالياً توقفًا غير مخطط له، مما يقلص التدفقات التي كانت قد تراجعت بالفعل بفعل أعمال الصيانة الموسمية.
تم تداول العقود الآجلة الهولندية تسليم الشهر المقبل، وهي المعيار الأوروبي للغاز، بارتفاع نسبته 3.23% عند 37.34 يورو لكل ميغاواط/ساعة في الساعة 9:12 صباحًا في أمستردام
كما ارتفعت العقود الآجلة للكهرباء في أوروبا، حيث قفز العقد الألماني للعام المقبل إلى أعلى مستوياته منذ فبراير، وفقًا لبيانات بورصة الطاقة الأوروبية (EEX).