تسود حالة من القلق الكبير نتيجة التطورات الأخيرة في الصراع بالشرق الأوسط، حيث قامت إسرائيل بشن ضربات جوية على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، مما يؤثر بشكل خاص على عدة قطاعات، أبرزها قطاع الطاقة الكهربائية، إذ وضعت الحكومة المصرية خطة استراتيجية طموحة لمواجهة جميع الاحتمالات والمخاطر الناجمة عن هذه الحرب.

اقرأ كمان: رئيس الرقابة المالية يعلن عن إطلاق النسخة الأولى من يوم التحكيم المصري
في فجر يوم الجمعة، قامت إسرائيل بتنفيذ ضربات جوية على أهداف داخل إيران، قائلة إنها استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، وهذا الهجوم يعيد تشكيل خريطة المخاطر في سوق الطاقة، ويستحضر أزمات نفطية سابقة مثل غزو الكويت وحرب العراق، وإذا تصاعدت الأمور نحو مواجهة عسكرية أوسع، فإن الأسواق قد تواجه واحدة من أكبر أزمات الطاقة منذ عقود.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تتابع الوضع أولاً بأول، مع تنسيق مستمر بين محافظ البنك المركزي ووزير المالية لزيادة المخزون الاستراتيجي من السلع المختلفة.
مقال مقترح: كامل الوزير يناقش إنشاء مجمع صناعي مع شركتي “سامكو” و”ماورر” الألمانية
كما اجتمع الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، صباح يوم الجمعة بعدد من مسؤولي الوزارة والمركز القومي للتحكم، بمشاركة رؤساء توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية عبر خاصية “الفيديو كونفرنس”.
وقامت شركات توزيع الكهرباء برفع درجة الاستعداد، ومتابعة استقرار التغذية الكهربائية، مع توفير الكهرباء لكافة الاستخدامات، والتنسيق الدائم والمستمر مع مراكز التحكم في الشركات والتحكمات الإقليمية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، مؤكدًا على تواجد جميع القيادات على رأس العمل على مدار اليوم، والمتابعة اللحظية لكافة المستجدات لتأمين الشبكة الموحدة واستقرار التغذية الكهربائية.
وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر عن تراجع كميات الغاز الطبيعي التي تصدرها إسرائيل إلى مصر خلال الفترة المقبلة، حيث أوضحت المصادر أن هذا التراجع جاء نتيجة قرار تل أبيب تعليق بعض أنشطة منصات الغاز كإجراء احترازي تحسباً لأي رد عسكري محتمل من إيران.
ومن المتوقع أن يؤثر هذا الانخفاض على واردات مصر من الغاز خلال هذه الفترة، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أمنية متزايدة قد تؤثر على استقرار إمدادات الطاقة.
ويتوقع أن يتم خفض كميات الغاز الإسرائيلي الموردة إلى مصر خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، لتتراوح بين 800 و850 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، بدلاً من نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً حالياً، بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي في إسرائيل، ومع الهجوم العسكري على إيران، سيكون الانخفاض أكبر.