الملف النووي الإيراني في ظل التفاوض والتصعيد ومستقبل غامض رغم المحادثات

شهد الملف النووي الإيراني تطورات متسارعة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية والمفاوضات المستمرة بين طهران وواشنطن، وقبل الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، أجرى الطرفان خمس جولات من المحادثات بهدف التوصل إلى تفاهمات بشأن الملف النووي الإيراني، لكن هذه الجهود لم تمنع إيران من تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم وتوسيع نطاق برامجها النووية، كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

الملف النووي الإيراني في ظل التفاوض والتصعيد ومستقبل غامض رغم المحادثات
الملف النووي الإيراني في ظل التفاوض والتصعيد ومستقبل غامض رغم المحادثات

بحلول منتصف أغسطس الماضي، بلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 5751.8 كيلوغرامًا، أي 28 ضعف الحد المسموح به وفقًا لاتفاق 2015 المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن هذا المخزون، وصل اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، إلى 164.7 كيلوغرامًا، وهي كمية تكفي لإنتاج ما يقرب من أربع قنابل ذرية، وفقًا لتعريف الوكالة التابعة للأمم المتحدة، ورغم ذلك، تؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي بالكامل ولا يستهدف تصنيع أسلحة نووية.

المواقع النووية الرئيسية

تخضع لتفتيش منتظم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي، وتشمل مواقع التخصيب والمفاعلات البحثية والمحطات النووية:

منشآت تخصيب اليورانيوم

نطنز: كشفت التقارير عن وجودها عام 2002، وهي من أبرز المنشآت وتضم أكثر من 10 آلاف جهاز طرد مركزي، وقد تعرضت لهجمات تخريبية عدة، أبرزها في أبريل 2023، التي نُسبت إلى إسرائيل

فوردو: منشأة محصنة داخل جبال بين طهران وقم، كشفت عنها إيران في 2009، ما أثار أزمة دولية، تحتوي على 3 آلاف جهاز طرد مركزي، وتم فيها اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7% مطلع 2023

مراكز التحويل والأبحاث النووية

أصفهان: مصنع لتحويل اليورانيوم إلى وقود نووي، بدأ العمل به صناعيًا عام 2004، ويشمل مختبرًا لإنتاج وقود منخفض التخصيب

أراك: مفاعل الماء الثقيل، مخصص رسميًا للأبحاث الطبية، خضع لإعادة تصميم وفقًا لاتفاق 2015، ويتوقع تشغيله عام 2026

طهران: مركز أبحاث نووية يضم مفاعلًا لإنتاج النظائر الطبية، قدمته الولايات المتحدة لإيران عام 1967

المحطات النووية

بوشهر: أول محطة نووية إيرانية، أنشأتها روسيا بطاقة 1000 ميغاواط عام 2011، وتخضع لتزويد بالوقود النووي الروسي

دارخوين: بدأ العمل بها أواخر 2022 بطاقة 300 ميغاواط

سيريك: مجمع يضم أربع محطات نووية بطاقة إجمالية 5 آلاف ميغاواط، بدأ بناؤه مطلع 2024

الموقف الدولي والمراقبة

تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمليات التفتيش والرقابة على هذه المنشآت وسط مخاوف متزايدة من تطوير إيران للملف النووي الإيراني، خاصة القدرات النووية خارج إطار الاتفاقات الدولية، وبينما تؤكد طهران أن الملف النووي مخصص للأغراض السلمية، تظل مسألة تخصيب اليورانيوم ونسبة نقائه تحت التدقيق الدولي، وسط دعوات لإحياء الاتفاق النووي وفرض قيود جديدة تضمن عدم تجاوز الحدود المتفق عليها دوليًا.