قال الدكتور علي عبدالنبي، خبير الطاقة النووية، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الداخل الإيراني لم تمس محطات الكهرباء أو مفاعل بوشهر النووي الذي تخضع رقابته للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها ركزت بدقة على منشآت تخصيب اليورانيوم، مما يشير بوضوح إلى أن الهدف الأساسي كان إعاقة البرنامج النووي الإيراني دون توسيع نطاق المواجهة إلى حرب شاملة.

ممكن يعجبك: فرص عمل في صناعة الزجاج للعمال المصريين براتب يصل إلى 350 دينار أردني
منشآت التخصيب لم تُدمّر بالكامل.
اقرأ كمان: وزيرة البيئة تسافر إلى نيس الفرنسية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات
وأوضح عبدالنبي، في تصريحات خاصة، أن منشآت التخصيب لم تُدمّر بالكامل، لكن الأضرار التي لحقت بها كبيرة من حيث التأثير الفني والاستراتيجي، خاصة مع مقتل عدد من العلماء والقيادات المرتبطة بالملف النووي، مشيرًا إلى أن تلك الخسائر البشرية تمثل ضربة نوعية تؤثر على استمرارية وتطور البرنامج في المدى القريب وربما المتوسط.
الهجوم الإسرائيلي لم يكن فقط عسكريًا بل حمل في طياته رسائل سياسية وأمنية.
وأضاف علي عبدالنبي: “ما حدث يُعد انتكاسة مؤقتة لطهران، إذ أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن فقط عسكريًا، بل حمل في طياته رسائل سياسية وأمنية تؤكد حجم الاختراق داخل بنية النظام الإيراني، فالوصول إلى أهداف بهذه الحساسية والدقة يكشف عن وجود تعاون أو تسريبات من داخل إيران نفسها”
https://newsroom.info/80484
رد الفعل الإيراني حتى الآن لم يرقَ إلى مستوى الضربة الإسرائيلية.
وأشار عبدالنبي إلى أن رد الفعل الإيراني حتى الآن لم يرقَ إلى مستوى الضربة الإسرائيلية، حيث اقتصر على ردود شكلية لم تحقق أي توازن في الردع، وهو ما يُضعف صورة إيران أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، خاصة في ظل خطابها المتشدد تجاه إسرائيل على مدار السنوات.
إيران دولة قوية عسكريًا وتمتلك ترسانة صاروخية متطورة.
وتابع عبدالنبي: “إيران دولة قوية عسكريًا، وتمتلك ترسانة صاروخية متطورة، لكنها في الوقت ذاته تبدو مخترقة من الداخل، وهناك مؤشرات على وجود صراعات داخل النظام نفسه، وربما أطراف تسعى لإضعاف قبضة الحرس الثوري أو حتى لإحداث تغيير سياسي جذري في البلاد”
المشهد الراهن يُنذر بتحولات استراتيجية خطيرة في المنطقة.
وأكد علي عبدالنبي، خبير الطاقة النووية، أن المشهد الراهن يُنذر بتحولات استراتيجية خطيرة في المنطقة، فإيران وإن كانت تمتلك القدرة على الرد، إلا أن ترددها أو تقييد حركتها يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، قد تشمل ضغوطًا دولية أو تحركات داخلية تسعى إلى إعادة صياغة المشهد السياسي الإيراني بالكامل.