تواجد قادة إيران في منازلهم وفوائد إسرائيل من التكنولوجيا حسب شرح خبير

كشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري اللواء محمد عباس عن الأسباب التي دفعت قادة العسكريين إلى التواجد في منازلهم أثناء الهجمات الإسرائيلية، موضحًا أن إسرائيل تعتمد على الذكاء الاصطناعي في قراءة وتحليل الصور والمواقع.

تواجد قادة إيران في منازلهم وفوائد إسرائيل من التكنولوجيا حسب شرح خبير
تواجد قادة إيران في منازلهم وفوائد إسرائيل من التكنولوجيا حسب شرح خبير

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ هجومًا على إيران استهدف العاصمة طهران ومحافظات أخرى، مما أسفر عن إصابة 50 مدنيًا بينهم ما لا يقل عن 35 امرأة وطفل، وأدى إلى مقتل عدد من قادة القوات المسلحة الإيرانية.

سبب تواجد القادة في منازلهم

أثار عدم تواجد القادة في المواقع العسكرية أثناء الهجمات الإسرائيلية جدلًا واسعًا، ليؤكد اللواء محمد عباس أن هذا الأمر يشير إلى أمرين، الأول هو وجود قادة آخرين في مقرات القيادة الذين كانوا في وضع الراحة، أما التفسير الآخر فهو ربما كان ناتجًا عن فرط الثقة بالنفس وبالقدرات القتالية لمنظومة الدفاع الجوي والجاهزية القتالية للقوات المسلحة.

وأضاف الخبير العسكري في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”: “فرط الثقة يمنح شعورًا بالأمان، وكما يُقال عندما تشعر بالأمان فأنت في خطر، ويبدو أن بعض هؤلاء القادة شعروا بالأمان وكانوا في منازلهم، وبالتالي تعرضوا للخطر بنفس الطريقة التي تعرضت لها المواقع العسكرية الأخرى”.

إسرائيل توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها

فيما يتعلق باستخدام إسرائيل للتكنولوجيا، يؤكد اللواء عباس أنها تعتبر من أوائل دول العالم وربما واحدة من خمس دول تمتلك القدرة على توظيف الذكاء الاصطناعي واستثماره في عمليات التعرف على الأهداف والهياكل والمواقع، كما أنها تربط الذكاء الاصطناعي بالأنظمة الخبيرة للتحليل والاستنتاج وتوليد خيارات جديدة.

وتابع اللواء محمد عباس: “الأنظمة الخبيرة الإسرائيلية استطاعت توظيف هذا الذكاء في قراءة وتحليل الصور والمواقع واكتشافها، مما ساهم بشكل مباشر في الحصول على معلومات دقيقة وتطويرها باستمرار”.

وأشار إلى أن تطوير المعلومات يعني تحديثها باستمرار، أي أنها تمتلك أحدث المعلومات وتراقب الأهداف بشكل لحظي، سواء عبر الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيرة أو منظومات المراقبة والتجسس، مضيفًا: “لا يمكننا نكران وجود وحدات الموساد القريبة من الأهداف والمزودة بتكنولوجيا رقمية توفر لها المعلومات الدقيقة”.

وعن تحديد المواقع العسكرية، قال الخبير الاستراتيجي: “عندما تكون رأس الموساد على الأرض، تستطيع الوصول إلى الأهداف، خاصة بوجود العملاء والجواسيس الذين عملوا لصالح إسرائيل وساهموا في تقديم المعلومات حول البرنامج النووي والمواقع العسكرية الإيرانية، مما سهل تنفيذ المهمة بشكل جيد”.

أمريكا قادرة على تغيير خارطة الشرق الأوسط

واصل اللواء عباس تعليقه على الأحداث قائلًا: “أمريكا تُثبت أنها قادرة على تغيير خارطة الشرق الأوسط وإعادة صياغته بالشكل الذي يتناسب مع مصالحها، خاصة إذا اعتبرنا أن الولايات المتحدة تمتد اليوم لهيمنة واسعة في الجغرافيا على حساب روسيا والصين”.

إيران تلقت ضربة استراتيجية حاسمة

واستكمل: “إذا اعتبرنا أن إيران هي امتداد لرقعة الشطرنج، خاصة وأنها كانت تشكل لاعبًا إقليميًا خطيرًا، فلا شك أن إيران اليوم تلقت ضربة استراتيجية هامة، وهذه الضربة قد تؤثر على منظومة القيادة والسيطرة والتحكم والاستطلاع”.

وتابع الخبير العسكري: “تدمير هذه المنظومة وإخراج عدد كبير من القيادات العسكرية الإيرانية يشير إلى قدرة استخباراتية كبيرة لإسرائيل يمكن أن توصف بأنها تُماثل اختراق البيجر اللبناني أو اختراق الخامس من يونيو عندما امتلكت السيادة الجوية”.

إيران أمام خيارات صعبة

وعن رد فعل طهران، قال اللواء محمد عباس: “الآن إيران أمام خيارات صعبة في مسألة الرد ومدى قدرتها على ذلك، بلا شك ننتظر ردًا إيرانيًا ولكن هذا الرد سيكون صعبًا مع التأثير المستمر على منظومات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية”.

ولفت إلى أن إسرائيل تمتلك معلومات دقيقة عن مواقع الوسائط الإيرانية، وبفضل مهام الاستخبارات، استطاعت الاقتراب من أهدافها، مما يسهل تتبع أثرهم أو تحرير مواقع هذه الأهداف باستخدام التقنيات الحديثة.

وأشار “عباس” أيضًا إلى أن إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات حول الأشخاص والمواقع، مضيفًا: “إسرائيل حصلت على الكثير من المعلومات حول مواقع الأسلحة الإيرانية، مما جعلها هدفًا سهلًا لمنظومة التأثير الناري”.

هزيمة منكرة لإيران

وأوضح أنه إذا كانت إسرائيل قد امتلكت السيادة الجوية وأخرجت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية من القدرة على رد الفعل، ستكون كل أهداف طهران مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي أو الضربات الصاروخية، مما يدل على هزيمة مدوية للدفاع الجوي الإيراني وقدراته، وبالتالي قد تتعرض إيران لهزيمة منكرة دون أن تدخل إسرائيل الحرب بشكل مباشر.

واختتم اللواء محمد عباس تصريحاته قائلًا: “كل هذا مرتبط بمستوى الرد الإيراني، وهل لا تزال إيران تمتلك القدرة على الرد، وفي اعتقادي أنها قادرة، وسننتظر الرد الإيراني والعالم يترقب أيضًا، فهل ستكون هذه الصواريخ مؤثرة على أهداف محددة في إسرائيل، إذن نحن أمام لعبة حرب قد تكون طويلة أو قصيرة، وهذا مرتبط بمستوى قدرة تحمل البلدين للضربات الصاروخية”.