اعتراض صواريخ خارج الأجواء المصرية وأسباب ظهور أعمدة مضيئة في سماء القاهرة

شهدت سماء مصر الليلة الماضية وحتى ساعات الفجر الأولى ظاهرة فريدة من نوعها تمثلت في ظهور أجسام مضيئة، أعمدة دخانية، وكتل غازية في مناطق متنوعة من البلاد، مما أثار تساؤلات واسعة بين المواطنين حول طبيعة ما حدث، ويشير التحليل العسكري والفني إلى أن ما رآه المصريون هو نتيجة مباشرة لاعتراض صواريخ باليستية إيرانية أُطلقت باتجاه إسرائيل، وقد تم التعامل معها على ارتفاعات شاهقة خارج الغلاف الجوي.

اعتراض صواريخ خارج الأجواء المصرية وأسباب ظهور أعمدة مضيئة في سماء القاهرة
اعتراض صواريخ خارج الأجواء المصرية وأسباب ظهور أعمدة مضيئة في سماء القاهرة

صواريخ خارقة وسرعات تفوق الصوت

تعود الواقعة إلى ليلة أمس، حين أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في هجوم انتقامي ضد أهداف إسرائيلية، وذلك ردًا على قصف منشآت نووية ومواقع عسكرية وقادة بارزين على الأراضي الإيرانية، وتسير هذه الصواريخ الباليستية، التي تتميز بقدرتها على التحليق خارج الغلاف الجوي، بسرعات هائلة قد تصل إلى 8 ماخ، ما يعادل ثمانية أضعاف سرعة الصوت، مما يجعل رصدها والتصدي لها مهمة معقدة تتطلب أنظمة دفاعية متطورة.

الاعتراض خارج الأجواء المصرية
 

بحسب تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع، فإن المشاهد التي ظهرت في سماء مصر لا تعود لسقوط أجسام أو اختراق مباشر للمجال الجوي المصري، بل هي ناتجة عن عملية اعتراض تمت خارج الأجواء المصرية تمامًا، وعلى ارتفاعات شاهقة جدًا، وهو ما يفسر تمكن المواطنين من رؤيتها بوضوح في معظم المحافظات، بما في ذلك القاهرة والدلتا والصعيد.

تشير الكتل الدخانية التي اتسعت بشكل مفاجئ في السماء، إلى لحظة تفجير أو تفكك الصاروخ الباليستي الإيراني بعد اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والتي أطلقت صواريخ اعتراضية بعيدة المدى قادرة على تدمير الأهداف خارج نطاق الغلاف الجوي، ويؤدي هذا النوع من الانفجارات إلى تساقط أجزاء الصواريخ داخل الغلاف الجوي، فتدخل بسرعة هائلة وتخلف وراءها أعمدة دخان وغازات مرئية من الأرض، وفقًا للتحليل.

مسارات متباينة ودلالات فنية

تُظهر المشاهد التي التُقطت مسارات متباينة ومتعددة في السماء، وهي إشارة مباشرة إلى أن ما حدث لم يكن جسمًا واحدًا أو مجرد نيزك كما ظن البعض في البداية، بل عملية اعتراض معقدة لصواريخ متعددة، طاردتها الدفاعات الجوية في الجو وأسقطتها قبل أن تبلغ أهدافها.

يُذكر أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية كانت قد أعلنت في بيان صباح السبت أنها تصدت لغالبية الصواريخ الإيرانية خلال تحليقها في المسار نحو الأراضي المحتلة، مستخدمةً أنظمة اعتراضية بعيدة المدى ضمن شبكة القبة الحديدية وأنظمة “أرو 3” المصممة لاعتراض الصواريخ في الفضاء.

كيف نرى ما يحدث في السماء من دول مجاورة؟
 

لفهم ما رآه المصريون الليلة الماضية، لا بد من التذكير بأن الصواريخ الباليستية التي تُطلق لمسافات طويلة تعتمد على التحليق في مسار شبه مداري، يخرج بها مؤقتًا خارج الغلاف الجوي، قبل أن تعود للهبوط على أهدافها، وعند اعتراض هذه الصواريخ على ارتفاعات شاهقة – خارج الغلاف الجوي أو على حافته – تنتشر أجزاءها على مسافات واسعة، وقد تكون آثار الانفجار والغازات الناتجة مرئية من دول أخرى قريبة، خصوصًا إذا كان التفجير على ارتفاع عشرات الكيلومترات.

يمكن لمصر، التي تبعد مئات الكيلومترات عن مواقع الاشتباك بين طهران وتل أبيب، أن تكون داخل نطاق الرؤية الجوية لما يحدث في تلك الارتفاعات الشاهقة، خاصة في المناطق الساحلية أو في حال كانت السماء صافية، كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يشاهد فيها سكان منطقة ما آثار صراع يجري على بعد مئات الكيلومترات، لكنها من المرات النادرة التي تكون فيها الظاهرة واضحة بهذا الشكل في سماء مصر.