في ظل التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل وإيران، وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الليلة الماضية بأنها من بين “أقسى الليالي التي شهدتها”، مشيرًا إلى أنه اضطر للجوء إلى الملاجئ خمس مرات خلال ساعات الليل بسبب القصف الإيراني المكثف.

اقرأ كمان: ماكرون يعلن عن دعم فرنسا لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
تل أبيب تحت القصف.. ومشهد غير مسبوق في شوارعها
وقال هاكابي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية إن “الليلة كانت صعبة وقاسية بحق، ليس فقط على المسؤولين بل على عموم السكان”، في إشارة إلى الليلة التي تعرضت فيها تل أبيب ومناطق أخرى من وسط إسرائيل لوابل من الصواريخ الإيرانية، ضمن واحدة من أعنف جولات التصعيد العسكري المباشر بين الجانبين منذ سنوات.
وأكد السفير أنه “لم يكن من السهل الشعور بالأمان، لقد توجهنا إلى الملاجئ خمس مرات على الأقل، وكان كل إنذار صفارة يُنذر بإمكانية الضربة القاتلة التالية”، وأضاف “رأيت بنفسي وجوه الرعب على المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء في ملاجئ ضيقة”.
مقال له علاقة: وثائق إيرانية تدين مدير الوكالة الذرية بالتعاون المباشر مع إسرائيل ضد طهران
حصيلة الضربات: قتلى وجرحى وسط استمرار الهجمات
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الهجمات الصاروخية الإيرانية، التي جاءت على خمس دفعات خلال ساعات الليل، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى و64 جريحًا، بعضهم في حالات خطيرة، وشملت الأضرار أيضًا تدمير منشآت مدنية وتسجيل حرائق في عدد من المواقع جراء الشظايا الناتجة عن اعتراض الصواريخ، فيما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في بعض المناطق المتضررة.
طهران تتوعد بالتصعيد.. وتل أبيب ترد بقصف داخل إيران
في المقابل، توعدت إيران بمواصلة عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، معتبرة أن “الرد لم ينته بعد”، وذلك في أعقاب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري.
فيما واصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت يُشتبه بأنها جزء من البنية التحتية الاستراتيجية لطهران.
هل يدخل الصراع مرحلة جديدة؟
محللون سياسيون يرون أن تصريحات السفير الأمريكي، وما رافقها من مشاهد رعب في المدن الإسرائيلية، تمثل مؤشرًا على دخول الصراع الإيراني-الإسرائيلي مرحلة جديدة أكثر خطورة، تتسم بالضربات المباشرة والمعارك المفتوحة، بعد سنوات من المواجهات بالوكالة أو عبر جبهات أخرى مثل سوريا ولبنان.
ويُنظر إلى هذا التصعيد كاختبار حقيقي للتحالفات الإقليمية والدولية، إذ تواجه الولايات المتحدة الآن ضغوطًا متزايدة لحماية حليفها الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه منع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة يصعب احتواؤها.
من جانبه، اكتفى البيت الأبيض حتى الآن بالتأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بينما تُبقي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على قنوات اتصالها مفتوحة مع عدة أطراف في المنطقة لاحتواء التصعيد، لكن تعليقات هاكابي تُظهر بوضوح حجم التهديد الذي بات يطال حتى الدبلوماسيين الأجانب على الأراضي الإسرائيلية.