ضربة مفاجئة ومؤلمة تسببت في إرباك القيادة الإيرانية وتغيير معادلات الردع في إسرائيل

بينما كانت طهران تستعد لجولة جديدة من المحادثات النووية مع واشنطن، حدث ما لم يكن متوقعًا للقيادة الإيرانية، حيث تعرضت البلاد لهجوم إسرائيلي واسع استهدف مواقع عسكرية ونووية في عمق إيران، مما خلف دمارًا كبيرًا وارتباكًا في أعلى المستويات.

ضربة مفاجئة ومؤلمة تسببت في إرباك القيادة الإيرانية وتغيير معادلات الردع في إسرائيل
ضربة مفاجئة ومؤلمة تسببت في إرباك القيادة الإيرانية وتغيير معادلات الردع في إسرائيل

خطأ في التقدير: القادة لم يتوقعوا الهجوم

وفقًا لمصادر مطلعة على الأوضاع في إيران، كان كبار القادة العسكريين يخططون لشن هجوم على إسرائيل في حال فشلت المحادثات النووية، لكنهم لم يتوقعوا أن تقوم إسرائيل بالهجوم أولًا، حيث أشار المسؤولون إلى أن التقديرات كانت تفيد بأن تل أبيب لن تتحرك قبل المحادثات المرتقبة في عمان يوم الأحد، واعتُبرت التقارير التي حذّرت من هجوم وشيك مجرد “دعاية إسرائيلية” للضغط.

الضربة: اجتماع مميت في طهران

في ليلة الهجوم، تجاهل كبار القادة العسكريين، بما في ذلك الجنرال أمير علي حاجي زادة، تعليمات أمنية بعدم التجمع، فعقدوا اجتماعًا طارئًا في قاعدة بطهران، وتعرضوا لاستهداف مباشر أسفر عن مقتلهم جميعًا، حيث طال الهجوم ما لا يقل عن 15 موقعًا في أنحاء إيران، بما في ذلك أصفهان، قم، شيراز، همدان، كرمانشاه وأماكن أخرى.

شبه انهيار للدفاعات الإيرانية

بحسب المسؤولين، دمرت الضربات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من منظومة الدفاع الجوي والرادارات، مما عطّل قدرة إيران على الوصول إلى ترسانتها من الصواريخ الباليستية، كما استُهدفت محطة نطنز النووية، أحد أبرز المواقع الحساسة، وتعرض الجزء الأرضي منها لأضرار جسيمة.

في رسائل داخلية، تساءل المسؤولون الغاضبون: “أين الدفاع الجوي؟ كيف دخلت إسرائيل بهذه السهولة؟”

صدمة داخل النظام.. وخيارات ضيقة أمام خامنئي

نُقل المرشد الأعلى علي خامنئي إلى موقع آمن، وبدأ التنسيق مع القيادات المتبقية، وفي اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي، طُرحت تساؤلات حاسمة: هل تردّ إيران وتخاطر بحرب شاملة؟ أم تتراجع وتواجه اتهامات بالضعف؟

قال مسؤول في الحرس الثوري إن خامنئي وجد نفسه أمام لحظة مفصلية تهدد حكمه الممتد لعقود.

رد متعثر: 100 صاروخ بدلاً من ألف

رغم رغبة القيادة الإيرانية في إطلاق وابل ضخم من الصواريخ، حالت الضربات المسبقة دون تجهيز منصات الإطلاق، واكتفت طهران بإطلاق نحو 100 صاروخ على تل أبيب، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 20 آخرين.

طهران تحت الحصار.. والمواطنون في الشوارع

في يوم العطلة، امتلأت محطات الوقود والأسواق، وتوجهت العائلات إلى الحدائق خوفًا من البقاء في المنازل المستهدفة، وفي حين كانت الدفاعات الجوية تعيد نشر نفسها، سُجلت انفجارات متفرقة وهجمات بطائرات مسيّرة على أحياء في العاصمة.

رسالة إسرائيل: لسنا في مرحلة الردع.. بل التنفيذ

كشف الهجوم الإسرائيلي عن قدرة تل أبيب على الوصول إلى قلب إيران وتنفيذ عمليات معقدة، شملت طائرات مقاتلة وعملاء ميدانيين، ووفقًا لمحللين، فإن هذه العملية تجاوزت قواعد “الحرب في الظل”، وأعلنت دخول الطرفين في مواجهة مباشرة مفتوحة على كافة الاحتمالات.

في هجوم وصف بالأعنف منذ عقود، شنت إسرائيل ضربات جوية منسقة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران فجر الجمعة، مما أدى إلى مقتل قيادات رفيعة في الحرس الثوري الإيراني وتدمير قدرات دفاعية حساسة، وسط صدمة وارتباك داخل دوائر صنع القرار في طهران.

القادة الإيرانيون فوجئوا.. كانوا يراهنون على المحادثات

قال مسؤولون مقربون من القيادة الإيرانية لوسائل إعلام دولية إنهم لم يتوقعوا شنّ الهجوم قبل المحادثات النووية المقررة يوم الأحد في عمان، معتبرين أي تهديدات سابقة “دعاية إسرائيلية للضغط التفاوضي”.

وأوضح أحد المسؤولين أن هذا الاطمئنان الزائف أدى إلى تجاهل الاحتياطات الأمنية، ما تسبب في مقتل عدد كبير من القادة، وعلى رأسهم الجنرال أمير علي حاجي زادة، خلال اجتماع طارئ في قاعدة عسكرية بطهران تم قصفها مباشرة.

15 موقعًا تحت النار.. والدفاعات فشلت في التصدي

استهدفت الضربات الإسرائيلية أكثر من 15 موقعًا عسكريًا واستراتيجيًا في عمق الأراضي الإيرانية، من بينها أصفهان، تبريز، قم، شيراز، همدان وكرمانشاه، كما تعرضت محطة “نطنز” النووية لأضرار جسيمة، وفقًا لأربعة مصادر أمنية إيرانية.

وأشارت تسريبات داخلية إلى غضب واسع في صفوف كبار المسؤولين الإيرانيين الذين تساءلوا: “أين كانت الدفاعات الجوية؟ وكيف نجحت إسرائيل في تدمير منشآتنا دون مقاومة؟”

خامنئي في موقع آمن.. ويأمر بالرد

نُقل المرشد الأعلى علي خامنئي إلى مكان غير معلن، حيث عقد اجتماعًا طارئًا للمجلس الأعلى للأمن القومي لبحث الرد المحتمل، وقال في خطاب متلفز إن “إسرائيل بدأت الحرب”، متوعدًا بـ”رد قاسٍ”.

رغم ذلك، أشارت مصادر من الحرس الثوري إلى انقسام داخل القيادة بشأن حجم الرد، وسط تحذيرات من جرّ الولايات المتحدة إلى صراع شامل، خصوصًا بعد الدمار الذي لحق بالقدرات الدفاعية والصاروخية الإيرانية.

كانت الخطة الإيرانية إطلاق نحو 1000 صاروخ باليستي على إسرائيل، لكن الضربات الإسرائيلية الأولى دمّرت قواعد الإطلاق، مما أجبر طهران على تنفيذ هجوم محدود شمل نحو 100 صاروخ، وأسفر القصف عن مقتل شخص واحد وإصابة 20 آخرين في محيط تل أبيب.

ذعر شعبي واسع.. وطوابير أمام المتاجر ومحطات الوقود

شهدت شوارع طهران حالة من الفوضى صباح الجمعة، حيث اصطف المواطنون في طوابير أمام محطات الوقود ومحال البقالة، فيما تجنبت العديد من العائلات البقاء في المنازل خوفًا من استهدافها مجددًا، وامتلأت الحدائق العامة بالمدنيين الهاربين من نيران القصف.

أظهرت مقاطع مصوّرة من العاصمة أضرارًا لحقت بمبانٍ سكنية، وقال شهود عيان إن طائرات مسيّرة حلّقت في سماء المدينة، فيما وُصف بأنه استمرار للهجوم الإسرائيلي.