حين تشتعل السياسة يرتفع البرميل أبرز الأزمات التي رفعت أسعار النفط عالميًا

منذ أن أصبح النفط هو المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي، ارتبطت أسعاره بالتغيرات السياسية بشكل أكبر من ارتباطها بقواعد السوق، فكلما دقت طبول الحرب أو أغلقت المضائق البحرية أو سقطت أنظمة، كانت أسعار النفط هي الأولى في الاشتعال.

حين تشتعل السياسة يرتفع البرميل أبرز الأزمات التي رفعت أسعار النفط عالميًا
حين تشتعل السياسة يرتفع البرميل أبرز الأزمات التي رفعت أسعار النفط عالميًا

على مر العقود، أثبتت أسعار النفط أنها تعكس الأزمات قبل أن تعكس العرض والطلب، فكل طلقة أو انقلاب أو عقوبة قد تعني فقدان ملايين البراميل، وعشرات الدول المتأثرة، لذا سيظل النفط مرتبطًا بالسياسة كما هو مرتبط بالاقتصاد ما دامت المصالح متشابكة، والحقول على حدود النار.

في هذا التقرير، تسلط “نيوز رووم” الضوء على أبرز الأحداث السياسية والعسكرية التي أدت إلى قفزات حادة أو هبوط مفاجئ في أسعار النفط عبر العقود الماضية:

 

1. حظر النفط العربي (1973)

 

خلال حرب أكتوبر، اتفقت الدول العربية بقيادة السعودية على وقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل، ما أدى إلى أول صدمة نفطية في التاريخ.

النتيجة كانت قفزة في سعر البرميل من 3 دولارات إلى أكثر من 12 دولارًا خلال أشهر، مما أدخل العالم في موجة تضخم عنيفة.

 

صورة تعبيرية.

2. الثورة الإسلامية في إيران (1979)

 

سقوط نظام الشاه وصعود الخميني أدى إلى تراجع كبير في إنتاج النفط الإيراني، ومع تدهور الأمن في الخليج، زادت المخاوف من انقطاع الإمدادات.

النتيجة كانت ارتفاع السعر من 15 دولارًا إلى أكثر من 39 دولارًا للبرميل، في ما عُرف بـ”الصدمة النفطية الثانية”.

3. حرب العراق – إيران (1980 – 1988)

أطول حرب في الشرق الأوسط بين اثنين من كبار المنتجين أدت إلى استهداف الناقلات والمنشآت النفطية، وأثرت على صادرات البلدين.

النتيجة كانت ارتفاع تدريجي لأسعار النفط رغم تذبذبها، وزيادة الاعتماد العالمي على دول الخليج الأخرى.

4. غزو العراق للكويت (1990)

اجتياح العراق للكويت عطّل صادرات نفط الكويت وتسبب في فرض عقوبات على بغداد، ما هدد 10% من إمدادات السوق العالمية.

النتيجة كانت قفزة في سعر النفط إلى أكثر من 40 دولارًا، قبل أن ينخفض مع تدخل التحالف الدولي لتحرير الكويت.

5. الغزو الأميركي للعراق (2003)

مع سقوط نظام صدام حسين، ارتفعت المخاوف بشأن استقرار ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، كما بدأت موجة عنف طويلة عطلت الإنتاج.

النتيجة كانت أن الأسعار شهدت مسارًا تصاعديًا لسنوات، ووصل البرميل لاحقًا إلى 100 دولار.

6. الربيع العربي (2011)

اندلعت احتجاجات واسعة في عدد من الدول العربية المنتجة للنفط، أبرزها ليبيا واليمن وسوريا، مما أدى لتوقف الإنتاج أو تراجعه.

النتيجة كانت فقدان السوق نحو مليون برميل يوميًا من النفط الليبي، وأسعار تتخطى 120 دولارًا في بعض الفترات.

تعبيرية .

7. الغزو الروسي لأوكرانيا (2022)

الحرب الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، دفعت الغرب لفرض عقوبات على روسيا، أحد كبار منتجي ومصدّري النفط.

النتيجة كانت قفزة في سعر برنت إلى أكثر من 130 دولارًا، مع اضطراب السوق العالمية، وظهور تحالفات جديدة مثل “سقف السعر”.

8. أزمة مضيق هرمز والبحر الأحمر (2019 – 2024)

توترات بين إيران والغرب، وهجمات على ناقلات نفط في الخليج ومؤخرًا البحر الأحمر، أثارت ذعرًا في الأسواق العالمية.

النتيجة كانت قفزات مفاجئة في الأسعار مع كل حادثة، بسبب حساسية الممرات البحرية لأمن الطاقة العالمي.