شهدت أسواق الطاقة العالمية تقلبات عنيفة عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح الجمعة، والذي استهدف مواقع نووية وعسكرية، وسط تصعيد غير مسبوق بين الطرفين، وقد أثار الهجوم مخاوف المستثمرين من اتساع رقعة الصراع ليطال صادرات النفط والبنية التحتية الحيوية في المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الخام وأسهم شركات النقل البحري.

شوف كمان: سعر الدولار يشهد ارتفاعاً جديداً في منتصف تعاملات اليوم.. تعرف على قيمته الحالية
توقعات بحدوث اضطراب كبير في حركة ناقلات النفط عالميًا
ووفقًا لوكالة “بلومبرج”، ارتفعت أسعار عقود الشحن الآجلة لشهر يوليو بنسبة 15% لتسجل 12.83 دولارًا للطن، حسب بيانات شركة الوساطة “ماريكس غروب”، وسط توقعات بحدوث اضطراب كبير في حركة ناقلات النفط عالميًا، كما سجلت أسهم كبرى شركات الشحن البحري مكاسب ملحوظة، في ظل إعلان بعض الشركات أنها أصبحت أكثر تحفظًا في تأجير سفنها في منطقة الشرق الأوسط.
في الأثناء، قفزت أسعار النفط عند التسوية بنسبة 7%، حيث ارتفع خام برنت بمقدار 4.87 دولار ليغلق عند 74.23 دولارًا للبرميل، بعدما لامس 78.5 دولارًا خلال الجلسة، وهو أعلى مستوى له منذ يناير الماضي، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 4.94 دولار إلى 72.98 دولارًا، بعد أن بلغ ذروته عند 77.62 دولارًا، في أكبر تحرك يومي للخامين منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.
مواضيع مشابهة: تخصيص 26 ورشة حرفية مقابل الانتفاع بحدائق العاصمة في الإسكان
وتزامن التصعيد العسكري مع تحذيرات من اضطرابات محتملة في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من استهلاك النفط العالمي يوميًا، أي ما يعادل 18 إلى 19 مليون برميل من النفط والمكثفات، ورغم أن الضربات الإسرائيلية تجنبت منشآت الطاقة الإيرانية حتى الآن، بحسب محللين، إلا أن احتمالات التصعيد ما زالت قائمة، وقد تكون لها تداعيات خطيرة على الإمدادات.
3.3 مليون برميل حجم إنتاج إيران اليومي من النفط والغاز
من جهتها، أكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أن منشآت التكرير والتخزين لم تتعرض لأي أضرار وتواصل العمل بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن طهران لا تزال تنتج حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا، وتصدر أكثر من مليوني برميل من النفط والوقود.
في المقابل، قال محللون في “كلير فيو إنرجي بارتنرز” إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة قد ترتفع بنحو 20 سنتًا للغالون خلال موسم القيادة الصيفي، مما يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت ضغوط سياسية واقتصادية، خاصة مع تركيز حملته الانتخابية على خفض تكاليف الطاقة، كما رجحت الشركة لجوء الإدارة الأمريكية إلى السحب من احتياطي النفط الاستراتيجي، الذي يحتوي حاليًا على 402.1 مليون برميل، أو مطالبة مجموعة “أوبك+” بزيادة الإمدادات، وهو ما قد يعقد جهود واشنطن لتشديد العقوبات على روسيا.
1.2 مليار برميل من حجم مخزونات الطوارئ
وفي سياق متصل، قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن نظام أمن الطاقة العالمي يضم أكثر من 1.2 مليار برميل من مخزونات الطوارئ، في حين انتقدت “أوبك” تصريحاته واعتبرتها “مبالغة تثير الذعر في السوق”.
ورغم أن منشآت الطاقة الإيرانية لم تُستهدف بعد، إلا أن مراقبين حذروا من أن أي تصعيد إضافي قد يدفع طهران إلى خطوات مثل إغلاق مضيق هرمز، ما سيكلف الاقتصاد الإيراني والعالمي ثمنًا باهظًا، وقال بن هوف، رئيس أبحاث السلع في بنك “سوسيتيه جنرال”، إن استهداف جزيرة “خرج”، المسؤولة عن نحو 90% من صادرات إيران النفطية، قد يمثل نقطة تحول في الأزمة.
وبينما تستمر التطورات الميدانية وتزداد المخاوف من امتداد الصراع، تظل أسواق النفط في حالة ترقب، وسط تقلبات حادة ورسائل سياسية متضاربة قد تعيد تشكيل معادلة الطاقة في الشرق الأوسط والعالم.