أوضح الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة، أن تصرفات إيران تمثل اعتداءً سافرًا على دولة ذات سيادة، وهذا التصعيد قد يؤدي إلى تجميد كبير في حركة الطاقة عالميًا، سواء الغاز الطبيعي أو النفط الخام، خاصة عبر مضيق هرمز وبحر العرب.
ممكن يعجبك: وزير البترول الأسبق يحدد السعر العادل للسولار في مصر بـ 35 جنيهًا
وأضاف أن عدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي يرفع أسعار النفط ويؤثر على تأمين الإمدادات، مما ينذر بأزمة خانقة إذا لم تهدأ الأوضاع سريعًا.
ارتفاع تكلفة النقل والتأمين وتهديد الملاحة
أوضح القليوبي في تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى بطء حركة الناقلات في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وارتفاع رسوم التأمين على السفن، وهو ما يزيد من تكلفة النفط عالميًا، وقال: “هناك توقعات بكارثة إذا لم تهدأ الأوضاع، وقد ترتفع الأسعار لما فوق 95 دولارًا للبرميل إذا استمر الوضع أكثر من شهر”
إغلاق حقل ليفياثان وتأثيره على مصر
وأشار إلى أن حقل ليفياثان الإسرائيلي، الذي يمثل نحو 50% من إنتاج إسرائيل من الغاز، تم إغلاقه، مما يعني توقف الصادرات مؤقتًا إلى مصر، والتي كانت تصل إلى مليار قدم مكعب يوميًا ضمن اتفاقات الاستيراد.
وأكد أن إسرائيل كانت تنتج نحو 2.4 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، منها 1.1 مليار من ليفياثان، والباقي من حقول تمار وكرش، القريبة من الجنوب اللبناني، مما يجعلها عرضة للتهديد المباشر من حزب الله.
غاز.
مصر استعدت مبكرًا لتأمين احتياجات الغاز
أكد القليوبي أن مصر كانت سباقة في تأمين بدائل الاستيراد من مصادر أخرى، تحسبًا لأي اضطرابات من الجانب الإسرائيلي، وأضاف:
“لدينا تعاقدات طويلة الأجل مع شركات مثل كيو كيم وقطر للغاز وأرامكو، وابتعدنا عن السوق الفوري لتجنب أي ضغوط مفاجئة في ظل الحروب”
وأشار إلى أن الدولة تعاقدت على أربع سفن تغييز، موزعة على البحر الأحمر والمتوسط، بطاقة إجمالية تُغطي نحو 1.5 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يُمثل خطة احترازية واضحة.
الكهرباء في المنطقة الآمنة صيفًا
وطمأن القليوبي المواطنين بأن مصر جاهزة لصيف 2025 بأعلى درجات الاستعداد، حيث يتوقع أن يصل الاستهلاك إلى 37 ألف ميجاوات، بينما تمتلك الدولة قدرة توليد تصل إلى 43 ألف ميجاوات.
كما أن مخزون المازوت لتشغيل المحطات يكفي لأكثر من 30 يومًا، والسلع البترولية الأساسية مثل البنزين والسولار مؤمنة بتعاقدات من السعودية والإمارات والكويت.
شوف كمان: الإعلان عن نتائج طرح الوحدات الجاهزة في المجمعات الصناعية بـ10 محافظات
الطاقة المتجددة تساند استقرار الشبكة
كشف القليوبي عن دخول محطتي “أبيدوس 1″ و”أبيدوس 2” للخدمة مؤخرًا، بطاقة إجمالية 1100 ميجاوات، من أصل 5 محطات مستهدفة بطاقة تصل إلى 2800 ميجاوات، مما يدعم قدرة الكهرباء على مواجهة ذروة الصيف.
وأكد القليوبي، أن “المرحلة القادمة تحتاج إلى تفكير خارج الصندوق في قطاع البترول، الحفاظ على الإنتاج لا يكفي، بل لابد من نماذج غير تقليدية لتأمين المستقبل الطاقي لمصر”.