الاختبار الحاسم للدولار والذهب وأيهما يعتبر الملاذ الآمن في ظل الحرب

تسود حالة من الارتباك المشهد الاقتصادي العالمي، خاصة بعد تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، مما يهدد الاقتصاد بموجات ارتداد قد تكون قصيرة أو ممتدة.

الاختبار الحاسم للدولار والذهب وأيهما يعتبر الملاذ الآمن في ظل الحرب
الاختبار الحاسم للدولار والذهب وأيهما يعتبر الملاذ الآمن في ظل الحرب

ويشير الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح إلى أن تداعيات الضربات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران خلال اليومين الماضيين تفرض نفسها على المشهد الاقتصادي المصري، رغم البُعد الجغرافي عن ساحة الاشتباك المباشر.

ويضيف أبو الفتوح في تصريح خاص لـ”نيوز رووم” أن مثل هذه التوترات، حتى وإن كانت مؤقتة، قد تُحدث موجات ارتداد سريعة في أسواق ناشئة مثل السوق المصرية، التي لا تزال تعاني هشاشة في بعض المؤشرات الأساسية.

التأثير الأول في سوق الصرف

ويتوقع الخبير الاقتصادي أن يظهر التأثير الأول في سوق الصرف، فرغم أن الجنيه المصري لم يشهد تراجعًا حادًا حتى اللحظة، إلا أن استمرار التوتر قد يدفع بعض المستثمرين الأجانب إلى التحوّط، مما يزيد الطلب على الدولار محليًا.

ويتابع: مع ارتفاع أسعار النفط، تبدو فاتورة الاستيراد معرضة للزيادة، مما قد يشكل ضغطًا على ميزان المدفوعات في الأجل القصير، وفيما يخص واردات الطاقة، من الواضح أن أي ارتفاع إضافي في أسعار النفط العالمية سيزيد من أعباء الموازنة المصرية، وقد يستدعي الأمر إعادة تقييم بعض بنود الدعم أو تسعير المنتجات البترولية، وهو ما سيكون له آثار اجتماعية واقتصادية لا يمكن تجاهلها

تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران يدفع الذهب لصعود كبير

ومن جانبه، يقول إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن الأسواق العالمية تشهد حالة من القلق الشديد بسبب تطورات الصراع في الشرق الأوسط، مما دفع أسعار الذهب إلى تسجيل قفزات كبيرة بأكثر من 1.4%، مع زيادة إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

ويشير إلى أن هذا الارتفاع القوي جاء بعد إعلان تل أبيب تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية داخل إيران، إلى جانب قادة عسكريين كبار، مع الإشارة إلى أن العملية قد تستمر لفترة طويلة، مما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة، وهذا سيكون له تداعيات مباشرة على الذهب.

ويضيف رئيس شعبة الذهب أن الأسواق بدأت في تسعير سيناريوهات أكثر تشاؤمًا، مما دفع مؤسسات عالمية لتحديد مستهدفات جديدة لسعر الذهب قد تتجاوز 3500 دولار للأونصة إذا استمر التصعيد العسكري وامتد ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى.

كما لفت واصف إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة تقارب 13%، وهو مؤشر إضافي على تصاعد حدة التوتر في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الارتفاع في النفط عادة ما يدفع بأسعار الذهب إلى مستويات أعلى، بسبب المخاوف من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية.

وأكد أن السوق المحلي سيتأثر بتحركات الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أهمية متابعة الأوضاع الجيوسياسية بدقة، مع الأخذ في الاعتبار أن استمرار التصعيد قد يفتح الباب أمام مزيد من التقلبات في أسواق المعادن والطاقة خلال الفترة المقبلة.