شنت إسرائيل هجومًا بطائرات مسيّرة على منشأة استراتيجية لإنتاج الغاز في إيران، تحديدًا المرحلة 14 من حقل فارس الجنوبي، وهو مشروع غاز ضخم مشترك بين إيران وقطر، يُعد من بين أكبر حقول الغاز في العالم.

مقال مقترح: جمال الدين يعتبر اقتصادية قناة السويس حلاً لتجاوز التحديات الاقتصادية الحالية
منشأة استراتيجية لإنتاج الغاز في إيران
بحسب التقارير، فإن الهجوم استهدف البنية التحتية في أحد أهم المراكز الحيوية لإنتاج الغاز الإيراني، ويُعتقد أن المرحلة 14 من الحقل التي تعرضت للهجوم تقع ضمن مشروع إيراني قطري مشترك يُشكل ركيزة أساسية في استراتيجية طهران للطاقة
ورغم عدم توافر معلومات رسمية دقيقة حتى الآن حول حجم الأضرار التي لحقت بالموقع، فإن الهجوم يمثل سابقة خطيرة في المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث أنه يُعد أول استهداف مباشر لبنية تحتية طاقوية حيوية بهذا الحجم.
من نفس التصنيف: وزارة التموين والبترول تطلق حملات واسعة لضبط أسعار أسطوانات البوتاجاز اليوم
وحقل فارس الجنوبي، يُعد من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، ويحتوي على احتياطي يُقدّر بنحو 1800 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، إلى جانب 50 مليار برميل من مكثفات الغاز، وفق تقديرات بعض المراجع الصناعية الدولية
ويمتد الحقل بين المياه الإقليمية الإيرانية والقطرية في الخليج العربي، حيث يُعرف في الجانب القطري باسم حقل الشمال.
الرسائل وراء الضربة
تُعد هذه الضربة مؤشراً على تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك، إذ أن استهداف منشآت الغاز الإيرانية يحمل رسائل عسكرية واقتصادية في آنٍ واحد، مفادها أن إسرائيل باتت على استعداد لتوسيع ساحة الصراع إلى قطاع الطاقة، بما له من تأثيرات إقليمية ودولية
.
اعتبر محللون الضربة بمثابة “إعلان دخول حرب البنية التحتية”، والتي قد تؤثر على أمن إمدادات الطاقة من منطقة الخليج والعالم بأسره.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
حتى الآن، لم تُصدر إيران بيانًا رسميًا مفصلًا عن حجم الأضرار أو ردها المحتمل، إلا أن الضربة تضع النظام الإيراني في اختبار صعب، وقد تدفعه إلى رد عسكري أو إلى تعزيز تحصين منشآت الطاقة
أما على الصعيد الدولي، فقد تُثير هذه الحادثة قلقًا بالغًا لدى أسواق الطاقة، خاصة في ظل هشاشة سلاسل التوريد العالمية والتوترات المتزايدة في البحر الأحمر ومضيق هرمز.
ويري الخبراء أن الهجوم الإسرائيلي على منشأة الغاز في المرحلة 14 من حقل فارس الجنوبي ليس مجرد حادث عابر، بل تطور نوعي يحمل في طياته تصعيدًا غير مسبوق في مسار الحرب الإقليمية، وإذا ما تكررت هذه الضربات، فإن أمن الطاقة العالمي قد يدخل في مرحلة حرجة عنوانها “البترول والغاز في مرمى النيران”.