في تحول جذري للصراع القائم بين إيران وإسرائيل، تعرضت البنية التحتية الحيوية لضربات مباشرة، حيث استهدفت منشآت وحقول غاز استراتيجية في البحر المتوسط، مما أدى إلى تعطّل الإنتاج وتوقف جزئي للصادرات.

مقال له علاقة: ودائع العملاء بالبنوك تصل إلى 14.151 تريليون جنيه بنهاية فبراير وفقاً للمركزي
ليفياثان في مرمى النار
أفادت مصادر إيرانية باستهداف حقل “ليفياثان”، الذي يُعتبر أكبر الحقول البحرية الإسرائيلية، ويحتوي على احتياطيات تُقدّر بـ22 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، يقع الحقل على بُعد حوالي 130 كم غرب سواحل حيفا، ويُنتج حاليًا نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يمثل أكثر من 45% من إجمالي إنتاج الغاز الإسرائيلي، يُعتبر ليفياثان مصدرًا رئيسيًا للتصدير إلى الأردن ومصر، حيث يتم نقل جزء كبير من إنتاجه عبر خطوط تحت سطح البحر إلى محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط، ومن ثم إلى أوروبا، وقد أسفر الهجوم عن تعليق مؤقت للإنتاج، وسط تقديرات إسرائيلية بخسائر أولية تتجاوز 200 مليون دولار، مع احتمالات بتجاوز المليار إذا استمر الإغلاق لأسابيع.
مناطق ومنشآت أخرى تحت التهديد أو الاستهداف
إلى جانب حقل ليفياثان، امتدت الضربات أو التهديدات إلى مواقع حيوية أخرى، أبرزها:
حقل تمار
يقع على بُعد 90 كم من ساحل عسقلان، وتبلغ احتياطاته نحو 11 تريليون قدم مكعب، ويُنتج حوالي 1 مليار قدم مكعب يوميًا، يُستخدم بشكل أساسي لتغذية السوق المحلي الإسرائيلي، وقد وُضع في حالة تأهب قصوى بعد تداول أنباء عن كونه هدفًا محتملًا.
خطوط التصدير البحرية
تربط الحقول بمنشآت المعالجة على الساحل، ثم بمحطات الإسالة في مصر، وقد تم رصد محاولات تهديدها عبر مسيرات، مما أجبر إسرائيل على تقليص الضخ مؤقتًا، محطة “دوراد” للكهرباء
مواضيع مشابهة: سعر الذهب في بداية تعاملات 26 مايو 2025.. عيار 21 يسجل 4710 جنيه
تعتمد على الغاز من تمار وليفياثان، وتُنتج حوالي 850 ميجاوات، مما يشكل 6–8% من احتياج إسرائيل للكهرباء، وأُعلنت حالة الطوارئ بها بعد تقارير عن هجمات قرب المنشأة، ميناء عسقلان ومحطة العزل.
تُعتبر مراكز رئيسية لمعالجة الغاز قبل نقله، وقد وقعت انفجارات قريبة منها، مما دفع إلى إغلاق احترازي.
شلل مؤقت في سلاسل التوريد
أدى استهداف هذه الحقول إلى توقف أو تراجع صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر، مما انعكس على نشاط محطات الإسالة وتصدير الغاز المسال إلى أوروبا، كما توقفت بعض مصانع الأسمدة ومحطات الكهرباء الإسرائيلية مؤقتًا خشية التصعيد، بينما أشارت مصادر إلى خسائر غير مباشرة تجاوزت 500 مليون دولار خلال 72 ساعة الأولى من التصعيد.
تراجع الثقة ومخاوف السوق
وُصفت الضربات الإيرانية بأنها “نوعية ومباشرة”، مما دفع عددًا من شركات الطاقة الدولية إلى مراجعة عملياتها في الحوض الشرقي للمتوسط، في ظل تصاعد المخاطر، وتخشى إسرائيل من فقدان مكانتها كمصدر موثوق للطاقة في المنطقة، خاصة مع الاعتماد الأوروبي المتزايد على الغاز الإسرائيلي عبر مصر.
إسرائيل في مأزق الردع
بينما تلمّح تل أبيب إلى رد حاسم، فإن حماية الحقول البحرية في بيئة مائية مفتوحة يبقى تحديًا كبيرًا، خاصة مع تهديدات متزامنة من حزب الله في الشمال، والحوثيين من البحر الأحمر، وإيران مباشرة من الشرق.