مصر تستورد مليون طن مازوت لتعويض نقص الغاز الإسرائيلي

تستعد الحكومة المصرية لطرح أول مناقصة دولية لاستيراد حوالي مليون طن من المازوت بنهاية يونيو الجاري، على أن تبدأ الشحنات في الوصول خلال أغسطس المقبل، ويهدف هذا الإجراء إلى توفير وقود بديل لمحطات الكهرباء التي تعاني من ضغط متزايد بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي.

مصر تستورد مليون طن مازوت لتعويض نقص الغاز الإسرائيلي
مصر تستورد مليون طن مازوت لتعويض نقص الغاز الإسرائيلي

يأتي هذا التحرك بعد تراجع كبير في كميات الغاز المستوردة من إسرائيل نتيجة إغلاق حقل “ليفياثان” البحري، والذي يعد من أكبر حقول الغاز في المنطقة، وذلك ضمن إجراءات طارئة اتخذتها تل أبيب لمواجهة التوترات الإقليمية المتزايدة.

إجراءات عاجلة لتأمين الكهرباء

قررت الحكومة توفير المازوت والسولار للمصانع كثيفة الاستهلاك، مثل مصانع الأغذية والأسمنت، لمدة 14 يومًا، في محاولة لتوفير حوالي 8 آلاف طن من المازوت يوميًا، يتم توجيهها بالكامل لمحطات الكهرباء لتغطية العجز في الوقود.

وتُشير التقديرات الرسمية إلى أن كميات المازوت الموردة لمحطات الكهرباء ارتفعت من 38 ألف طن يوميًا إلى 44 ألفًا في حال الضرورة، وذلك ضمن خطة طوارئ تهدف إلى ضمان استقرار الشبكة الكهربائية خلال ذروة فصل الصيف.

أزمة الغاز تتفاقم

تعتمد مصر بشكل كبير على الغاز الطبيعي في تشغيل محطات الكهرباء، ويُقدر الإنتاج المحلي الحالي بحوالي 4.2 مليار قدم مكعب يوميًا، بينما يصل الطلب إلى 6.2 مليار قدم مكعب يوميًا، وقد يرتفع إلى 7 مليارات في أشهر الصيف، ويساهم الغاز الإسرائيلي في تغطية ما يصل إلى مليار قدم مكعب من هذا العجز، مما يجعل أي توقف في الإمدادات القادمة من تل أبيب يؤثر بشكل فوري على منظومة الطاقة.

وتغطي مصر باقي العجز عبر شحنات الغاز المسال المستوردة، واستقبال سفن التغويز، إلا أن اضطراب السوق الإقليمي وارتفاع أسعار الوقود عالميًا يفرضان ضغوطًا كبيرة على الميزانية العامة.

مرونة في التعاقدات

وبحسب مصادر مطلعة، فإن التعاقدات الجديدة مع موردي المازوت تمنح مصر مرونة في سداد قيمة الشحنات عبر شروط ميسرة، كما يمكن تأجيل استلام بعض الشحنات إلى ما بعد أغسطس، إذا تحسنت إمدادات الغاز، مما يتيح إدارة أفضل للمخزون والموارد المالية.

تحديات موسم الصيف

يُتوقع أن تصل الأحمال الكهربائية خلال ذروة الصيف إلى 34 ألف ميغاواط، وهو ما يستلزم توفير وقود مكافئ بنحو 468 مليون متر مكعب لتغذية محطات التوليد.

في ظل هذا الضغط، تتجه الحكومة لإعادة هيكلة مصادر الوقود، بما في ذلك الاعتماد على المازوت والسولار كبدائل مؤقتة للغاز، خاصة في أوقات الذروة أو عند تعثر الإمدادات
.