كشف عبدالحميد أحمد حمدي، خبير الطاقة ورئيس إحدى شركات الغاز، عبر صفحته على منصة “إكس” عن أهمية التحالفات الاقتصادية بين الدول والشركات الكبرى في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى نموذج الراحل الشيخ زايد آل نهيان، أمير دولة الإمارات، حيث أوضح خبير الطاقة أن الشيخ زايد في التسعينات، أثناء عمله في جزيرة داس مع شركة أدنوك، اعتمد استراتيجية مبتكرة لحماية أحد حقول الغاز القريبة من إيران، من خلال إقامة شراكات اقتصادية مع شركات عالمية دون الاعتماد على القوة العسكرية.

مقال له علاقة: سعر الدولار أمام الجنيه المصري في منتصف تعاملات 28 مايو 2025
وقال عبدالحميد: “في جزيرة داس، حيث كنا نعد أول شحنة غاز مسال متجهة لأمريكا، تفاجأ رئيس حرس الحدود الأمريكي بعدم وجود تأمين عسكري على الجزيرة رغم قربها من إيران، لكن الرد كان أن الشيخ زايد اختار طريق الشراكة والاستقرار والتحالفات الذكية بدلاً من العنتريات العسكرية.”
وأشار إلى أن شركة “أدما أبكو” كانت تدير الجزيرة في ذلك الوقت بشراكة مع شركات من إنجلترا وفرنسا واليابان، مما وفر حماية اقتصادية غير مباشرة لأن مصالح تلك الدول كانت مرتبطة بالموقع، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية استمرت حتى عام 2018 عندما اندمجت الشركات لتصبح “أدنوك أوفشور” بنفس نسب الملكية.
شوف كمان: كامل الوزير يناقش إنشاء مجمع صناعي مع شركتي “سامكو” و”ماورر” الألمانية
وأضاف خبير الطاقة: “الدرس هنا هو أن العلم الذي يرفعه البلد، والتحالفات التي يبنيها، تشكلان خط الدفاع الأول، وأن التحالفات الاقتصادية ليست ضعفاً بل قوة تحمي المصالح وتمنع الصراعات.”
إغلاق مضيق هرمز «مستحيل»
في سياق متصل، حذر خبير الطاقة عبد الحميد أحمد حمدي، من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، معتبرًا أن تنفيذ هذا التهديد “أمر صعب، بل مستحيل”، لما له من تأثير مباشر على أمن الطاقة العالمي، وقد يؤدي إلى تدخل عسكري واسع النطاق من قبل الدول الكبرى.
وفي تغريدة نشرها على منصة “إكس”، أوضح عبد الحميد أن مضيق هرمز يعد من أهم الممرات البحرية في العالم لنقل النفط والغاز، حيث يمر من خلاله يوميًا نحو 20% من تجارة البترول و25% من تجارة الغاز العالمية، مما يجعله نقطة استراتيجية لا تحتمل أي اضطرابات.
وقال الخبير: “هل تستطيع إيران فعلاً إغلاق مضيق هرمز؟ إغلاقه يعني أزمة عالمية كبرى تهدد أمن الطاقة وتزعزع الاقتصاد الدولي، وهو ما لن تسمح به الدول العظمى بأي حال من الأحوال.”
“الرمز أهم من السلاح”.. شهادة من قلب “حرب الناقلات”
وتناول عبد الحميد في تغريداته تجربته الشخصية خلال ما عرف بـ”حرب الناقلات” في ثمانينيات القرن الماضي، حين تعرضت سفن البترول لهجمات متكررة خلال الحرب بين إيران والعراق، وأشار إلى أن العديد من السفن الخليجية، خاصة الكويتيّة، جرى تسجيلها تحت أعلام دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين مرورها.
وسرد حمدي تفاصيل تلك المرحلة، قائلًا: “كنت أعمل على سفن تم تغيير أعلامها إلى أمريكية وإنجليزية كإجراء وقائي، كنا نزيل اسم السفينة وشعار شركة ناقلات النفط الكويتية، ونرفع علم الدولة الجديدة، ونبحر تحت حماية مدمرات حربية ترافقنا حتى عبور المضيق.”
وأكد أن السفن التي كانت ترفع أعلام دول كبرى كانت أقل عرضة للهجوم من الزوارق الإيرانية، مشيرًا إلى أن “الرمز – المتمثل في العلم – كان أحيانًا أهم من وجود المدمرة نفسها، لأنه يمنح السفينة حصانة سياسية وعسكرية تمتد بعد مغادرة المدمرة لمرافقتها.”.