في زيارة تعكس عمق العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر ومالطا، استقبل المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، السيدة ماري لويز كوليرو بريكا، رئيسة جمهورية مالطا السابقة، في كاتدرائية سانت كاترين بمدينة الإسكندرية، بحضور سفير مالطا لدى القاهرة السيد روبرتو باتش، وعدد من الشخصيات الدينية والدبلوماسية.

مقال مقترح: الهلال الأحمر المصري يقدم دورة إسعافات أولية للمكفوفين
تأتي هذه الزيارة في إطار الاهتمام المتبادل بين البلدين بتوثيق الروابط الروحية والتاريخية، خاصة أن الجالية المالطية كانت لها إسهامات بارزة في تاريخ مدينة الإسكندرية، لا سيما خلال القرن العشرين، وقد تركت بصمة واضحة في مجالات عدة منها التجارة والثقافة والحياة الكنسية.
وكان في استقبال الوفد الضيف الأب أنطونيوس أديب، رئيس دير سانت كاترين للرهبان الفرنسيسكان بالإسكندرية، إلى جانب عدد من ممثلي الكنيسة الكاثوليكية وأبناء الرعية.
واصطحب المطران كلاوديو لوراتي الضيوف في جولة داخل الكاتدرائية، حيث اطلعوا على معالمها المعمارية الفريدة التي تعكس الطراز اللاتيني الأوروبي المتناغم مع الهوية المتوسطية للمدينة.
وأبدى الضيوف إعجابهم الشديد بجمال الكنيسة وعراقتها، كما أثنوا على المعرض المصغر الذي نظمته سفارة مالطا داخل الكاتدرائية، والذي يُبرز الجوانب التاريخية للعلاقات المصرية المالطية، ويروي حكايات أبناء الجالية المالطية التي عاشت في الإسكندرية وشاركت في نهضتها، قبل أن تتراجع أعدادهم تدريجيًا في النصف الثاني من القرن العشرين.
وأكدت السيدة ماري لويز كوليرو بريكا، في حديثها على هامش الزيارة، على سعادتها بالتواجد مجددًا في مصر، مشيرة إلى المكانة الخاصة التي تحتلها مدينة الإسكندرية في ذاكرة الشعب المالطي، لكونها كانت موطنًا دافئًا لجالية نشطة ومؤثرة، كما أعربت عن تقديرها للكنيسة الكاثوليكية في مصر، وما تقوم به من جهود لتعزيز الحوار والتواصل بين الثقافات والأديان.
من جهته، رحّب المطران لوراتي بالضيوف، مؤكدًا أن الكنيسة الكاثوليكية في مصر تفتح أبوابها دومًا للزيارات التي تحمل رسائل السلام والمحبة بين الشعوب، مشيرًا إلى أن الكاتدرائية ليست مجرد مبنى ديني، بل هي شاهد حي على قرون من التعايش والتنوع الثقافي والديني الذي تتميز به الإسكندرية.
معلومات عن الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية هي إحدى الطوائف الكاثوليكية، وتُعد أكبرها من حيث العدد والتنظيم، وتتبع مباشرة للكرسي الرسولي في الفاتيكان، ويُطلق عليها أحيانًا “الكنيسة الرومانية الكاثوليكية”.
◉ بداية الحضور اللاتيني في مصر.
بدأ الحضور الفعلي للكنيسة اللاتينية في مصر بشكل منظم في القرن الثالث عشر، مع قدوم الرهبنات الفرنسيسكانية والدومينيكانية إلى الأراضي المقدسة ومنها إلى مصر، وذلك في إطار الجهود التبشيرية ومرافقة الحجاج المسيحيين إلى الأماكن المقدسة في الشرق الأوسط، ومع الحملة الصليبية الخامسة (1217–1221) ازداد الوجود الكاثوليكي الغربي في مصر، خصوصًا في المناطق الساحلية.
في القرن السابع عشر، أنشأ الفاتيكان نيابة رسولية للاتين في مصر، لتكون بمثابة تنظيم كنسي إداري يهتم بشؤون اللاتين، وهي نيابة ما زالت قائمة حتى اليوم وتتبع مباشرة مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان.
◉ الكنيسة اللاتينية في العصر الحديث.
اقرأ كمان: دعم بقيمة 919 مليون جنيه من صندوق مواجهة الطوارئ لمشروعات أمراض القلب
توسّع حضور الكنيسة اللاتينية في مصر بشكل ملحوظ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بالتوازي مع تدفق الجاليات الأجنبية إلى مصر، وخاصة المالطية، والإيطالية، والفرنسية، واليونانية، التي كانت تنتمي أغلبها للطائفة اللاتينية، وخلال تلك الحقبة، تم إنشاء العديد من الكنائس والمدارس والمستشفيات التي تديرها الرهبنات الكاثوليكية المختلفة.