شهدت إيبارشية البحيرة وتوابعها مساء أمس احتفالية مهيبة لتجليس نيافة الأنبا إيلاريون على كرسي إيبارشية البحيرة، حيث أُقيم طقس كنسي رائع خلال صلوات عشية حضرها عدد من أصحاب النيافة من الآباء المطارنة والأساقفة، وذلك وفقًا للتقليد الكنسي المتبع في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

شوف كمان: صرف 200 ألف جنيه لأسرة المتوفين في حادث سقوط مدخنة مصنع طوب الصف
وخلال هذا الطقس، تم تلاوة وثيقة “تقليد الأسقفية” التي تعلن بشكل رسمي تولي الأنبا إيلاريون مهامه كأسقف جديد للإيبارشية، خلفًا لنيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، الذي خدم الإيبارشية لعقود طويلة بإخلاص وتفانٍ.
اقرأ كمان: مؤتمر حزب الجبهة الوطنية في الشرقية يجذب حشودًا جماهيرية كبيرة | صور
وقد سادت أجواء روحانية مهيبة خلال الصلوات، حيث أُلقيت كلمات روحية مؤثرة من عدد من الآباء الأساقفة الحاضرين، وتركزت هذه الكلمات حول أهمية الخدمة الأسقفية ودورها الحيوي في رعاية الشعب والحفاظ على التعليم الأرثوذكسي، كما عبّر المتحدثون عن ثقتهم في أن نيافة الأنبا إيلاريون سيكون امتدادًا مشرفًا لتاريخ إيبارشية البحيرة العريق، وذلك بفضل تقواه وهدوءه وخبرته الرعوية.
وفي ختام الصلوات، ألقى الأنبا إيلاريون كلمة محبة وشكر، حيث عبّر عن امتنانه العميق لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وللمجمع المقدس على هذه الثقة الغالية، كما شكر الآباء المطارنة والأساقفة على حضورهم ومشاركتهم الروحية، بالإضافة إلى شعب الإيبارشية الذي استقبله بمحبة كبيرة، وأكد نيافته أنه سيبذل كل جهوده في خدمة الكنيسة وشعبها، سائلًا الله أن يمنحه القوة والحكمة ليتبع خطى من سبقوه في هذا الكرسي الرسولي.
أقدم وأوسع الإيبارشيات
يُعتبر تجليس الأنبا إيلاريون محطة جديدة في تاريخ إيبارشية البحيرة، التي تُعد من أقدم وأوسع الإيبارشيات في الكنيسة القبطية، حيث تضم العديد من الكنائس والمراكز الرعوية والخدمية، وتتمتع بتاريخ طويل من الخدمة والعطاء الكنسي.
تُعتبر إيبارشية البحيرة من أقدم الإيبارشيات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتمتد جذورها إلى القرون الأولى للمسيحية في مصر، وكانت تُعرف البحيرة في العصور القديمة باسم “مريوط”، وكانت مركزًا مسيحيًّا هامًّا منذ العصر القبطي المبكر.
وقد لعبت الإيبارشية دورًا تاريخيًّا بارزًا، حيث ضمت مدنًا ذات مكانة كنسية كبيرة مثل بركة غطاس وأبيار ورشيد، وكانت مهدًا للعديد من الأديرة القديمة التي اندثرت بمرور الزمن، بينما بقي بعضها قائمًا كمراكز روحية حتى اليوم.
وشهدت الإيبارشية إعادة تنظيم في منتصف القرن العشرين، حينما تولى نيافة الأنبا باخوميوس مسؤوليتها في عام 1971 كأسقف، ثم رُقِّي إلى مطران عام 1990، وخلال فترة خدمته، توسعت الخدمة بشكل ملحوظ، وتم تقسيم بعض مناطقها لاحقًا لتصبح إيبارشيات مستقلة مثل مطرانية مطروح والبحر الأحمر.
تضم الإيبارشية اليوم عددًا كبيرًا من الكنائس المنتشرة في المدن والقرى، إلى جانب مراكز خدمية وتعليمية وروحية تخدم مختلف شرائح المجتمع، كما تتميز بتنوعها الجغرافي الممتد من مدن الدلتا إلى مناطق ساحلية على البحر المتوسط.