وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية منشأة “فوردو” النووية الإيرانية بأنها تمثل “كابوساً استراتيجياً” يؤرق صناع القرار العسكري في “إسرائيل”، حيث أشارت إلى أن تدمير هذه المنشأة يبدو شبه مستحيل حتى مع الدعم الأميركي.

من نفس التصنيف: انفجار سياسي في تل أبيب يتهم أولمرت نتنياهو بتحويل الجيش لأداة شخصية
المنشأة الأكثر تحصينا
وذكرت الصحيفة أن منشأة “فوردو” تقع على عمق نصف كيلومتر داخل جبل في جنوب مدينة قم، وتتمتع بتحصينات هندسية وأمنية عالية المستوى، تشمل أنظمة دفاع جوي متطورة، مما يجعل استهدافها العسكري تحدياً معقداً لأي قوة مهاجمة.
واعتبرت الصحيفة أن “فوردو” تُجسّد الاستراتيجية الإيرانية في تحصين برنامجها النووي ضد الهجمات الخارجية، إذ صممت لتحمّل الضربات الجوية المباشرة، مع ضمان حماية أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب، وهما عنصران رئيسيان في أي عملية لإنتاج سلاح نووي، رغم تأكيد إيران الدائم أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
مقال مقترح: تسريح العشرات من الموظفين في إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي بترامب
ونقلت الصحيفة عن بهنام بن طالبلو، الباحث في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأميركية، قوله إن “فوردو تمثل حجر الأساس في البرنامج النووي الإيراني، وهي البداية والنهاية في مسار التخصيب النووي”.
حجر أساس المشروع النووي الإيراني
من جهته، أكد داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن المنشأة تتميز بتحصين غير مسبوق داخل الجبل، مما يجعل من المستحيل على “إسرائيل” تدميرها دون تدخل عسكري أميركي مباشر، مضيفاً أن “فوردو قد تكون الهدف الأصعب وربما الأخير في أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة”.
وأشار التقرير إلى أن المنشأة تتفوق على منشأة “نطنز” من حيث التحصين الجيولوجي، لدرجة أنها قد تكون قادرة على الصمود حتى أمام القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57، القادرة على اختراق نحو 60 متراً من الخرسانة المسلحة.
وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن تعرّض “فوردو” لهجوم، إلا أن الأضرار التي لحقت بها وُصفت بأنها طفيفة ومحدودة.