تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز ليس جديدًا، فقد شهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية إشارات مشابهة في السنوات السابقة، حيث تم التلويح بإغلاق المضيق في عام 2018، وكذلك في 2011 و2012 دون تنفيذ فعلي، ومع تصاعد التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار مجددًا إلى مضيق هرمز الذي يعد نقطة حيوية تمر من خلالها أكثر من ربع صادرات النفط العالمية، مما يثير القلق بشأن تأثير أي إغلاق محتمل على أسعار النفط.

مقال له علاقة: سعر الذهب في منتصف تعاملات 18/6/2025: عيار 21 بسعر 4825 جنيه للبيع
يقع مضيق هرمز بين إيران شمالًا وعُمان والإمارات جنوبًا، ويعتبر أهم ممر بحري للطاقة في العالم، حيث يمر عبره 16.5 مليون برميل من النفط يوميًا وفقًا لوكالة بلومبرغ، وقد ترتفع هذه الأرقام إلى 20 مليون برميل يوميًا عند إضافة المكثفات والمشتقات النفطية، وليس النفط فقط، بل يمر من خلاله ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال عالميًا، خاصة من قطر، ومع كل أزمة، سواء كانت بسبب العقوبات الأمريكية أو الصدامات العسكرية، تلوح إيران بإغلاقه أو عرقلة الملاحة، وعادت هذه الفكرة للظهور بعد قصف إسرائيل لمرافق نووية إيرانية.
ممكن يعجبك: البنك الأهلي المصري يوقف الشهادات الدولارية التي تمنح عائدًا بالجنيه
تشير المصادر إلى أن تنفيذ طهران لتهديدها بإغلاق مضيق هرمز سيؤثر سلبًا على حركة التجارة العالمية، مما سيؤدي إلى عرقلة الصادرات والواردات في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.
زيادة أسعار النفط عالميًا
أضافت المصادر في تصريحات خاصة لموقع «نيوز رووم» أن إغلاق المضيق سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما سينعكس سلبًا على أسعار الطاقة والسلع، مما يزيد من معدلات التضخم في الدول، كما أن بعض الدول المصدرة للنفط قد تلجأ إلى بدائل أخرى، مثل طريق رأس الرجاء الصالح، مما سيؤدي إلى زيادة تكلفة العمولات على مرور البضائع.
تأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر
أكدت المصادر أن إغلاق المضيق سيؤثر أيضًا على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مما سيؤدي إلى تراجع إيرادات قناة السويس، التي تُعتبر أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر، وفي هذا السياق، قال خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن إغلاق إيران لمضيق هرمز سيكون له تأثير سلبي على حركة التجارة العالمية، بما في ذلك مصر، حيث ستتأثر إيرادات قناة السويس بشكل ملحوظ.
أضاف الشافعي أن هذا الإغلاق سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، نظرًا لتأثيره على ارتفاع أسعار النفط، كما سيؤثر سلبًا على صادرات إيران ودول الخليج، وقد يمتد الأمر ليشمل الدول المستوردة للنفط.
وأشار إلى أن قرار إغلاق مضيق هرمز قد يدفع بعض الدول المصدرة للنفط إلى البحث عن طرق بديلة، مما سيزيد من تكاليف النقل وأسعار النفط المصدر، مما سيؤثر على التضخم العالمي.
أكد الخبير الاقتصادي أن مضيق هرمز قد يصبح ورقة ضغط إيرانية في محاولتها للعودة إلى طاولة المفاوضات وإيقاف التصعيد المتبادل.
كانت إيران قد هددت بإغلاق المضيق عدة مرات، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وكذلك في 2011 و2012، لكن هذه التهديدات ظلت في إطار التصريحات دون خطوات عملية.
تأثير على حركة النقل والزراعة
من جهة أخرى، قال يحيى المنشاوي، مدير التطوير والتعاون الدولي بالمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن إغلاق إيران لمضيق هرمز سيؤثر سلبًا على أسعار النفط في الفترة المقبلة، حيث إن ارتفاع أسعار النفط والطاقة سيؤدي إلى زيادة معدلات التضخم بجانب تأثيره على الصناعات في جميع أنحاء العالم، كما سيؤثر سلبًا على حركة النقل والزراعة.
أضاف المنشاوي أنه في حال تنفيذ إيران لتهديدها بإغلاق المضيق، فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع التبادل التجاري بين الدول، بما في ذلك مصر، مما سيكون له تأثير واضح على الواردات من المواد الخام والسلع، وهو ما سينعكس أيضًا على الأسواق في دول العالم.