في قلب الريف المصري، وتحديدًا في إحدى قرى الزقازيق، ولدت آية ناصر، شابة في الثلاثينيات من عمرها تربت على قيم الاجتهاد والعلم واعتزازها بأرضها، ورثت عن والدها الخبير البيطري ليس فقط حب المهنة بل أيضًا شغفها بكل ما يتعلق بالريف والحياة الطبيعية، بدءًا من تربية النحل وصولًا إلى إنتاج الألبان والمواشي.
مواضيع مشابهة: تأخر حسم مخالفات مشروع “جمعيتي” في بني سويف والمطالبات بسرعة البت القانوني
بعد وفاته، وجدت آية نفسها أمام إرث غني من خلايا النحل ومزارع الأبقار ومشروعات صغيرة تعكس حب والدها للطبيعة والعمل اليدوي، وعلى الرغم من عملها في وظيفة حكومية، قررت أن تحافظ على هذا الإرث، ارتدت رداء والدها وسارت على خُطاه، فبدأت مشروعها الخاص في تربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي في مزرعته.
لكن طموح آية لم يتوقف عند النحل، أرادت إعادة الاعتبار لكل منتجات الريف المصري، فبدأت في إنتاج الزبدة الفلاحية، القشدة، الجبن القريش، والألبان، ومع دعم زوجها وطفلها، توسعت تدريجيًا في تجارتها.
لم تكتفِ بمنتجات مزرعتها، بل مدّت جسورًا من الريف إلى دمياط، واستفادت من شهرة المدينة في إنتاج الحلوى الشرقية، فبدأت في تسويق “وش الحلة”، الحلاوة الطحينية التي انتشرت كترند بعدما تحدث عنها الإعلامي عمرو أديب والممثل ماجد المصري.
أبدعت آية في تطوير منتجاتها، فأطلقت الفطير المشلتت المحشو بالجبن والمكسرات والمسكر، وأصبحت نقطة توزيع رئيسية لمنتجات دمياط من الجبن الرومي والإسطنبولي، حتى وصلت تجارتها إلى سيناء والعريش، حيث تسوّق الآن للزيتون المخلل والزيت البكر كوكيلة حصرية في محافظات الوجه البحري.
وفي ظل ازدهار تجارتها، أطلقت مشروعًا منزليًا لتجهيز أكلات اللحوم مثل الكفتة والبرجر وكفتة الأرز، بمساعدة شيف متخصص، وبدأت بالتوزيع المنزلي، لتوفير الجهد على عملائها وتقديم أطعمة منزلية بجودة المطاعم.
اليوم، تُعد آية ناصر من أبرز رائدات الأعمال في الريف المصري، تجمع بين الأصالة والتطور، وتستغل التكنولوجيا لتسويق منتجاتها عبر الإنترنت، بل وتُنافس سلاسل الهايبر ماركت من منزلها ببيع المنتجات الفلاحية مثل الزبدة، الفطير المشلتت، البيض البلدي، اللحوم، الدواجن، الألبان، والجبن.
من نفس التصنيف: خبير قانوني يوضح أن إثبات مرض أحمد الدجوي النفسي قد يعفيه من عقوبة السرقة
آية تمثل مثالًا يُثبت أن المرأة الريفية قادرة على الإنجاز عندما تمتلك الشغف، والدعم، والإيمان بقدرتها على البناء من إرث قديم نحو مستقبل مشرق.