يتساءل الكثيرون عن تطورات العلاقات المتوترة بين إيران وإسرائيل، حيث يشهد الوضع تصاعدًا جديدًا مع تزايد التقارير حول استهداف منشآت حيوية في طهران من قبل تل أبيب، يأتي هذا التصعيد في ظل توترات متجددة تؤثر على الاستقرار الإقليمي، حيث تتابع الدول والعالم عن كثب مجريات الأحداث وتأثيرها المحتمل على الأمن والسلام في المنطقة، وقد شهدت المنطقة تطورًا عسكريًا لافتًا يوم السبت الماضي، حيث نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية المركزة على منشآت طاقة حيوية داخل إيران، أبرزها حقل الغاز “بارس الجنوبي” الذي يعد من أهم مصادر الطاقة العالمية، بالإضافة إلى مستودعات وقود ومصافي في العاصمة طهران، وأدت هذه الهجمات إلى اندلاع حرائق وإيقاف جزئي لعمليات الإنتاج، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن انعكاسات ذلك على أسواق النفط والغاز الدولية.

ممكن يعجبك: إسرائيل تعلن عن اغتيال غالبية قادة سلاح الجو الإيراني خلال اجتماعهم في موقع تحت الأرض
وفي هذا التقرير، سنستعرض لكم متابعينا وزوار موقع «نيوز رووم» الإخباري كافة التفاصيل حول آخر التطورات الإيرانية الإسرائيلية بعد استهداف تل أبيب منشآت حيوية في طهران.
آخر التطورات الإيرانية الإسرائيلية
وجاءت آخر التطورات الإيرانية الإسرائيلية كما يلي:-
تأتي هذه الضربات كجزء من تصعيد متبادل بدأ يوم الجمعة الماضية، حيث شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، استهدفت خلالها قادة بارزين، مما دفع طهران للرد بقوة عبر إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على عدة مدن داخل الأراضي الإسرائيلية، وأسفر هذا التصعيد عن سقوط عشرات القتلى في إيران، وأكثر من 10 في إسرائيل، إلى جانب إصابات واسعة، مما دفع النزاع إلى مستويات إقليمية مقلقة تهدد الاستقرار في المنطقة.
ممكن يعجبك: طائرات مسيّرة روسية تهاجم كييف وتسبب إصابة 7 أشخاص وأضرارًا للمباني السكنية
المفاجأة الكبرى في التصعيد الحالي كانت استهداف المنشآت الحيوية الخاصة بقطاع الطاقة، وهو أمر تجنبت إسرائيل القيام به في السابق بسبب المخاوف من ردود فعل دولية قوية، وقد مهد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي قال فيه إن “طهران ستواجه عواقب شديدة” في حال ردها، الطريق لهذا التطور الاستراتيجي الجديد في الصراع.
منشآت حيوية تحت النار
اشتملت الضربات الجوية على منطقة “شهران” شمال غرب العاصمة طهران، والذي يعتبر من أهم مراكز توزيع الطاقة في المدينة، حيث تصل سعته التخزينية إلى أكثر من 260 مليون لتر، بالإضافة إلى ذلك، طالت الهجمات مصفاة “الري” الواقعة في جنوب طهران، والتي تعد من أقدم المنشآت التكريرية في إيران، وتمتلك قدرة معالجة تصل إلى حوالي 225 ألف برميل نفط يوميًا.
لكن الهجوم الأقوى تم توجيهه نحو حقل “بارس الجنوبي” في محافظة بوشهر، الذي يُعد الأكبر عالميًا في إنتاج الغاز ويمثل حوالي ثلثي إجمالي الإنتاج المحلي لإيران، وأفادت مصادر شبه رسمية بأن المنشآت البحرية الخاصة بالمعالجة تعرضت لأضرار جسيمة، مما أدى إلى توقف إحدى منصات الإنتاج الرئيسية بشكل كامل عن العمل.
وتضمنت الضربات أيضًا منشأة “فجر جم” لمعالجة الغاز في بوشهر، مما يعرض إمدادات الوقود والكهرباء في المناطق الجنوبية والوسطى للخطر، وحذرت السلطات الرسمية من خسائر اقتصادية يومية قد تتجاوز 250 مليون دولار نتيجة توقف هذه المنشأة الحيوية عن العمل.
الأهمية الإستراتيجية للطاقة الإيرانية
تمثل إيران واحدة من أبرز القوى العالمية في قطاع الطاقة، حيث تحتضن ثاني أكبر مخزون من الغاز الطبيعي وثالث أكبر احتياطي نفطي مثبت على مستوى العالم، ولا تقتصر الهجمات على منشآتها الحيوية على ضرب اقتصادها فقط، بل تُرسل أيضًا إشارة سياسية حازمة تُفيد بأن قواعد اللعب التقليدية قد تغيرت، ولم يعد هناك أي حدود للخطوط الحمراء.
تعتبر مصفاة “الري” المصدر الرئيسي لتزويد المناطق المحيطة بها بالوقود، وبالتالي فإن توقفها يهدد بحدوث أزمة لوجستية حادة، أما حقل “بارس الجنوبي” الذي يحتوي على نحو 20% من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج في العالم، فهو يمثل العمود الفقري لقطاع الطاقة الإيراني، ويؤثر تعطيله بشكل مباشر على توليد الكهرباء وصناعات الطاقة الثقيلة في البلاد.
تهديد بإغلاق هرمز
مع تزايد التوترات، أشار كبار المسؤولين في إيران إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يعد ممرًا بحريًا حيويًا للخليج العربي، مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط عالميًا، يُذكر أن نحو خمس صادرات النفط العالمية تمر عبر هذا المضيق، الذي تصنفه إدارة معلومات الطاقة الأميركية كأحد أهم ممرات النفط على مستوى العالم.
وفي أعقاب الهجمات، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بلغ حوالي 9%، ويتوقع الخبراء استمرار هذه الزيادات مع افتتاح الأسواق يوم الاثنين، خاصة في حال استمر تصاعد التوتر دون تدخل لاحتوائه.
حرب الطاقة تفتح جبهة جديدة
يشير استهداف منشآت الطاقة في إيران إلى تصعيد نوعي في الصراع، إذ لم تعد المواجهة محصورة في الجانب العسكري فقط، بل امتدت لتشمل الأمن الطاقي العالمي كأحد المحاور الأساسية للنزاع، في ظل هذا المشهد المتشابك، تبدو المنطقة مهددة بانفجار شامل قد يتجاوز الحدود الثنائية، مع تبعات قد تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي بأكمله.