منى هلا ومسيرة جريئة بعد مشاركتها في «عسل أحمر»

انضمت الفنانة مؤخرًا إلى قائمة أبطال مسلسل “عسل أحمر”، بجانب هند صبري، لتعود بذلك إلى المشاركة في الأعمال المصرية بعد غياب 7 سنوات

منى هلا ومسيرة جريئة بعد مشاركتها في «عسل أحمر»
منى هلا ومسيرة جريئة بعد مشاركتها في «عسل أحمر»

من هي الفنانة منى هلا؟

تُعتبر منى هلا واحدة من الأسماء الأكثر جذبًا للاهتمام في المشهد الفني المصري على مدار العقدين الماضيين، بدأت مسيرتها كمقدمة برامج أطفال، ثم انتقلت بخطوات ثابتة إلى عالم التمثيل، حيث اختارت دائمًا الأدوار غير التقليدية، تلك التي تفتح المجال لنقاشات اجتماعية وإنسانية قد لا يجرؤ الكثيرون على الاقتراب منها.

بدايات منى هلا الفنية

جاءت انطلاقتها الحقيقية نحو الشهرة من خلال مشاركتها في سيت كوم “ربع مشكل”، الذي عُرض على مدار عدة مواسم بدءًا من عام 2008، وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا بفضل طابعه الكوميدي الخفيف، واعتماده على ممثلين شباب أعادوا تعريف السيت كوم المصري، لفتت منى الأنظار بعفويتها وخفة ظلها، ونجحت في أن تكون واحدة من أبرز وجوه العمل، مما فتح لها الأبواب نحو أدوار أكثر تنوعًا.

فيلم الخروج للنهار

لم تكتفِ منى بالأدوار الجماهيرية، بل بدأت سريعًا في البحث عن سينما أكثر عمقًا، فكان من أبرز اختياراتها فيلم “الخروج للنهار” عام 2012، وهو عمل ينتمي للسينما المستقلة من إخراج هالة لطفي، ويحكي قصة إنسانية بسيطة وصادقة عن أم وابنتها تعتنيان بأب مريض في أحد أحياء القاهرة الفقيرة، جسدت منى شخصية الابنة بصمت بالغ ومشاعر مكبوتة، واستطاعت أن توصل الألم والملل والخوف بطريقة نالت إعجاب النقاد، حتى عُدّ هذا الفيلم من أبرز ما قُدم في السينما البديلة في العقد الأخير، رغم محدودية عرضه في مصر.

منى هلا تواجه انتقادات عديدة

في عام 2016، كان لمنى موعد جديد مع تجربة سينمائية هامة من خلال مشاركتها في فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، من إخراج يسري نصر الله، رغم أنها لم تكن البطلة الأولى للعمل، فإن حضورها كان لافتًا، خاصة في ظل جرأة الفيلم في طرح موضوعاته، واعتماده على شخصيات من بيئة شعبية تعمل في تقديم الطعام في الحفلات، عُرض الفيلم في مهرجان لوكارنو السينمائي العالمي، لكنه واجه انتقادات إعلامية محلية بسبب بعض مشاهده، مما أثر على فرص عرضه تجاريًا داخل مصر، وهو ما يعكس مجددًا التحديات التي تواجهها منى هلا في تقديم أعمال لا تُصنّف بسهولة ضمن المساحات الآمنة.

في عام 2018، ظهرت منى في تجربة مختلفة ضمن فيلم “ليل خارجي” للمخرج أحمد عبد الله السيد، الذي شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ورغم أن ظهورها في الفيلم كان كضيفة شرف، فإن وجودها كان مؤثرًا في أحد المشاهد التي تتناول الحياة الهامشية والتناقضات الأخلاقية داخل المدينة، وقد أكمل هذا الدور سلسلة مشاركاتها في أفلام تسعى إلى نقد الواقع وتوسيع مساحات التعبير الفني.

مشاركة منى هلا في الأفلام القصيرة

بعيدًا عن السينما التجارية، لم تتردد منى في خوض تجارب أخرى أكثر حرية، من خلال عدد من الأفلام القصيرة والمستقلة التي عُرضت في مهرجانات دولية مثل برلين وروتردام، بالإضافة إلى مشاركاتها في مشاريع إنتاج أوروبية، خاصة بعد انتقالها للعيش خارج مصر لفترات متقطعة، كما أنها نشطة في الفضاء المسرحي، حيث شاركت في عروض تناقش قضايا المرأة والحريات، وغالبًا ما تُعرض هذه الأعمال في مساحات مسرحية مستقلة، أو ضمن فعاليات ثقافية دولية، بعيدًا عن الأطر الرسمية.

هذا المسار غير التقليدي الذي اختارته منى هلا، رغم أنه منحها مكانة مميزة في الوسط الفني، إلا أنه كان أيضًا سببًا في خضوع بعض أعمالها للمنع أو التأجيل، فقد تعرضت بعض مشاريعها للتجميد نتيجة آرائها الجريئة التي تعبر عنها علنًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب حساسية موضوعات بعض الأفلام التي شاركت فيها، والتي تتناول السياسة، والدين، والحريات الفردية، مما يجعل التعاون معها محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لبعض المنتجين أو الجهات الرقابية.