شهد دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي بمحافظة البحيرة مساء أمس مراسم تجليس نيافة الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير، حيث أُقيمت صلوات عشية احتفالية بكاتدرائية القديس مكاريوس بالدير، وسط حضور مميز من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان، في أجواء روحية مليئة بالخاشوع والفرح.

اقرأ كمان: غرفة العمليات المركزية لامتحانات الثانوية العامة جاهزة للتعليم
بدأت الصلوات بطقس التجليس وفقًا للتقاليد الكنسية القبطية الأرثوذكسية، حيث تم قراءة تقليد الأسقفية الذي يتضمن الاعتراف الرسمي بنيّافة الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير وتثبيته على كرسيه، وسط صيحات التهليل والترانيم الكنسية التي أطلقها الحضور.
من نفس التصنيف: تعليم السويس يحقق مركزًا متقدمًا في مسابقة فن الإلقاء الشعري على مستوى الجمهورية
شارك في الاحتفال عدد من أعضاء المجمع المقدس، الذين حرصوا على دعم نيافة الأنبا باخوميوس في بداية خدمته الأسقفية، وأُلقيت كلمات رعوية روحية تناولت أهمية الرعاية الأبوية والحياة النسكية في قيادة الأديرة، كما استعرضت سيرة القديس مكاريوس السكندري الذي يحمل الدير اسمه، وأثره الروحي في تاريخ الرهبنة المصرية.
وفي ختام الصلوات، ألقى الأنبا باخوميوس كلمة محبة وشكر، عبّر فيها عن امتنانه لكل من شارك في هذه اللحظة الروحية، موجهًا تحية تقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على ثقته واختياره، كما عبّر عن التزامه بخدمة الرهبان والدير والشعب في محبة واتضاع.
دير عريق في قلب التراث القبطي
يُعتبر دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي واحدًا من الأديرة القبطية العريقة، حيث يقع في المنطقة بين الإسكندرية والنطرون، ويتميز بتراثه الروحي العميق، ويعود تأسيسه إلى فجر الرهبنة في مصر.
ويعكس تجليس الأنبا باخوميوس بُعدًا روحيًا يُظهر استمرارية التقليد النسكي القبطي، ويعزز من دور الدير في الحياة الكنسية والرهبانية في مصر، خاصة أنه يمثل امتدادًا لمدرسة القديس مكاريوس التي جمعت بين التأمل والخدمة والاتضاع.
النهضة الرهبانية والإصلاح
شهد الدير ثورة إصلاحية في أواخر القرن العشرين بقيادة الأب متّى المسكين، حيث انضمت جماعته إلى عدد من الرهبان الذين أعادوا الحياة الروحية والمعمارية للمكان، وتم بناء عشرات الخلايا الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء مرافق تعليمية وطبية وزراعية، مما ساهم في صمود الرهبنة وسط العالم المعاصر.
تجليس يعزز التواصل الكنسي
يمثل تجليس الأنبا باخوميوس تأكيدًا ضمنيًا على أهمية وجود قيادة روحانية للحفاظ على استمرارية الحياة الرهبانية، خاصة في ظل تحديات العصر الحديث، حيث يتطلب الدير قيادة تجمع بين الحكمة الرعوية والقدرة الإدارية، مع الحفاظ على علاقة وثيقة بالكرسي البابوي والمجمع المقدس.