مدن الأسقف الخضراء: 7 دول تشمل مصر تطبقها في العالم

المدن الخضراء من الأعلى: زراعة الأسطح كحل مستدام لتحديات الحضر

مدن الأسقف الخضراء: 7 دول تشمل مصر تطبقها في العالم
مدن الأسقف الخضراء: 7 دول تشمل مصر تطبقها في العالم

في ظل التوسع الحضري المتزايد وتحديات التغير المناخي، تبرز “زراعة الأسطح” كحل مبتكر ومستدام لتحويل المساحات المهملة إلى واحات خضراء منتجة، لم تعد هذه الممارسة مجرد هواية، بل أصبحت استراتيجية حضرية تتبناها العديد من المدن حول العالم لتحسين جودة الحياة وتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة آثار التلوث البيئي.

ما هي زراعة الأسطح؟

تُعرف زراعة الأسطح، أو “الحدائق السقفية”، بأنها ممارسة زراعة النباتات، سواء كانت خضروات أو فواكه أو أعشاب أو حتى زهور الزينة، على أسطح المباني، تتراوح هذه الممارسات من الأنظمة البسيطة التي تعتمد على الأوعية والحاويات، إلى الأنظمة المعقدة التي تشمل طبقات متعددة من التربة وأنظمة ري متطورة، وفي بعض الأحيان، الزراعة المائية أو الهوائية.

الفوائد المتعددة لزراعة الأسطح:

لا تقتصر فوائد زراعة الأسطح على الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب بيئية واقتصادية واجتماعية هامة:

  • تحسين جودة الهواء: تساهم النباتات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما يقلل من تلوث الهواء في المناطق الحضرية
  • تقليل تأثير “الجزر الحرارية”: تمتص الأسطح الخضراء حرارة الشمس بدلاً من عكسها، مما يساعد في تبريد المباني والمناطق المحيطة بها ويقلل من الحاجة إلى تكييف الهواء
  • إدارة مياه الأمطار: تعمل النباتات والتربة على امتصاص مياه الأمطار الزائدة، مما يقلل من جريان المياه السطحية ويخفف الضغط على أنظمة الصرف الصحي
  • زيادة التنوع البيولوجي: توفر الأسطح الخضراء موائل طبيعية للحشرات المفيدة والطيور، مما يدعم التنوع البيولوجي في المدن
  • الأمن الغذائي: توفر مصدرًا طازجًا ومحليًا للخضروات والفواكه، مما يقلل من الاعتماد على سلاسل التوريد الطويلة ويعزز الأمن الغذائي للمجتمعات
  • عزل الصوت: تعمل طبقات التربة والنباتات كعازل طبيعي للصوت، مما يقلل من الضوضاء في المباني
  • الفوائد الاقتصادية: يمكن أن تقلل من فواتير الطاقة وتزيد من قيمة العقارات وتخلق فرص عمل جديدة في مجال الزراعة الحضرية
  • الصحة النفسية والاجتماعية: توفر مساحات خضراء تبعث على الاسترخاء والهدوء، وتشجع على التفاعل المجتمعي وتنمية المهارات الزراعية

دول رائدة في مجال زراعة الأسطح:

تتبنى العديد من الدول سياسات وبرامج لدعم وتشجيع زراعة الأسطح، ومن أبرزها:

مصر: أعلن الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن نجاح تجربة زراعة الأسطح بمدينة الأسمرات، وسيتم تعميمها على 450 عقارًا آخر بالمدينة بهدف التوسع إلى تعظيم الاستفادة من المساحات غير المستغلة وتحويلها إلى مساحات خضراء منتجة

ألمانيا: تُعد ألمانيا من الرواد العالميين في مجال الأسطح الخضراء، حيث تشجع البلديات على تطبيقها من خلال حوافز ضريبية ودعم مالي، تتميز العديد من المدن الألمانية بأسطح خضراء واسعة النطاق، سواء على المباني السكنية أو التجارية، وقد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التخطيط الحضري المستدام هناك

سويسرا: تولي سويسرا اهتمامًا كبيرًا للتنمية المستدامة، وزراعة الأسطح جزء أساسي من هذه الاستراتيجية، تشتهر البلاد بالحدائق السقفية المبتكرة التي لا تقتصر على النباتات فقط، بل تشمل أحيانًا مساحات ترفيهية ومرافق للمجتمعات

كندا (خاصة تورنتو): كانت تورنتو أول مدينة في أمريكا الشمالية تفرض قانونًا يلزم بإنشاء أسطح خضراء على المباني الجديدة الكبيرة، وقد أدى هذا القانون إلى زيادة ملحوظة في المساحات الخضراء على الأسطح، مما ساهم في تحقيق أهداف المدينة البيئية

سنغافورة: على الرغم من صغر مساحتها وكثافتها السكانية العالية، تعد سنغافورة نموذجًا عالميًا للمدن الخضراء، تدمج سنغافورة زراعة الأسطح بشكل فعال في تصميم المباني، ليس فقط لتحقيق فوائد بيئية، بل أيضًا لزيادة إنتاج الغذاء المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات

الولايات المتحدة الأمريكية (خاصة شيكاغو ونيويورك): شهدت مدن مثل شيكاغو ونيويورك طفرة في مشاريع زراعة الأسطح، مدفوعة بوعي متزايد بالاستدامة ودعم من البلديات، تستضيف هذه المدن العديد من المشاريع الرائدة، بما في ذلك المزارع السقفية التجارية الكبيرة التي تنتج الغذاء للمطاعم والأسواق المحلية

اليابان: في طوكيو، على سبيل المثال، هناك لوائح تشجع على زراعة الأسطح، خاصة على المباني الحكومية والتجارية، تُستخدم هذه الأسطح ليس فقط للزراعة، بل أيضًا لتقليل تأثير الجزر الحرارية وتعزيز التنوع البيولوجي

المستقبل الأخضر من الأعلى:

مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة والمرونة الحضرية، من المتوقع أن تشهد زراعة الأسطح انتشارًا أوسع في المستقبل، لا تعد هذه الممارسة مجرد وسيلة لتزيين المباني، بل هي استثمار في مستقبل المدن، حيث تساهم في خلق بيئات صحية ومنتجة وأكثر استدامة لسكانها، ومع استمرار التطور التكنولوجي في مجال الزراعة، ستصبح الأسطح الخضراء جزءًا لا يتجزأ من نسيج المدن الحديثة، محولةً المساحات الرمادية إلى رئات خضراء تنبض بالحياة.