تسعى إسرائيل بشكل محموم للحصول على قنبلة خارقة للتحصينات تستطيع اختراق منشأة فوردو الإيرانية، التي تقع في أعماق الأرض وتعتبر واحدة من أكثر المنشآت النووية تحصينًا في العالم، حيث لا يمكن تدميرها إلا بأسلحة خاصة لا تمتلكها تل أبيب حاليًا.
مواضيع مشابهة: إيلون ماسك يقترح إنشاء حزب سياسي جديد يمثل غالبية الأمريكيين
قنبلة GBU-57 الأمريكية: الوحيدة القادرة على اختراق فوردو
تشير تقارير متعددة إلى أن القنبلة الوحيدة في العالم القادرة على اختراق “القلعة النووية” في مدينة قُم هي القنبلة الأمريكية GBU-57، المصممة لاختراق القواعد تحت الأرض مهما كان عمقها، ورغم ذلك لم تُستخدم هذه القنبلة حتى الآن في أي هجوم.
تستخدم إسرائيل حاليًا قنابل مشابهة من فئة GBU، والمعروفة باسم “المضادة للمخابئ”، والتي تستطيع اختراق التحصينات الخرسانية المسلحة قبل الانفجار، وقد أثبتت فعاليتها في هجمات على منشآت نووية إيرانية مثل نطنز وأصفهان.
لكن منشأة فوردو، التي تحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة وأنشطة تخصيب متطورة، لا يمكن اختراقها إلا بواسطة GBU-57، بحسب صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية.
مواضيع مشابهة: واشنطن تثير تصعيدًا وهميًا ضد إيران بتحريض إسرائيلي لابتزازها نوويًا
معيقات تقنية ولوجستية تواجه تل أبيب
تزن قنبلة GBU-57 أكثر من 13 طنًا وطولها يتجاوز 6 أمتار، ويمكنها اختراق حتى 60 مترًا تحت الأرض قبل الانفجار، تُستخدم هذه القنبلة عبر قاذفات استراتيجية أمريكية فقط من نوع B-2 وB-52، ما يعني أن إسرائيل بحاجة إلى دعم واشنطن لنقلها واستخدامها.
أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن إسرائيل تطمح إلى استخدام هذه القنبلة لإبطاء المشروع النووي الإيراني ومنع هجوم صاروخي بالستي محتمل، وهو ما لم تتمكن منه حتى الآن في الأيام الأولى من المواجهات، ومع ذلك، يواجه اعتمادها على القنبلة تحديات لوجستية، تشمل الحاجة لاستئجار قاذفات أمريكية وتوفير تراخيص طيران للطيارين وطاقم الصيانة، ما قد يؤخر أي عملية عسكرية لعدة أشهر أو حتى سنوات.
“أبو القنابل”.. سلاح التفوق الأمريكي
تُعرف القنبلة GBU-57 شعبياً بـ “أبو القنابل”، وهي أقوى قنبلة غير نووية في الترسانة الأمريكية، طورتها شركة Boeing تحت إشراف القوات الجوية الأمريكية لتدمير الأهداف المحصنة والمدفونة على أعماق كبيرة.
تتميز القنبلة بغلاف فولاذي مقوى يسمح لها باختراق ما يصل إلى 60 مترًا تحت الأرض، وتحطيم الخرسانة والفولاذ قبل الانفجار، ما يضمن أضرارًا مدمرة في البنى التحتية العميقة، كما تزود بنظام توجيه GPS دقيق للغاية، يقلل من الأضرار الجانبية ويزيد من دقة الاستهداف.
تبلغ تكلفة القنبلة الواحدة حوالي 20 مليون دولار، وتعكس أهمية دورها في العمليات العسكرية المعاصرة، خاصة ضد خصوم يختبئون في مواقع محصنة تحت الأرض، في ظل عدم امتلاك إسرائيل لقنبلة بحجم وقوة GBU-57، يظل تحقيق هدف تدمير منشأة فوردو تحديًا تقنيًا ولوجستيًا كبيرًا، ويمثل حصول تل أبيب على هذه القنبلة الأمريكية الخارقة فارقًا استراتيجيًا يمكن أن يغير موازين الصراع حول البرنامج النووي الإيراني.
ولكن يبقى السؤال، هل ستوافق واشنطن على تزويد إسرائيل بهذا السلاح الفتاك؟ وما هي التداعيات الإقليمية والدولية التي ستنتج عن استخدامه؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا وسط تصاعد التوترات في المنطقة.