مع تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار نحو إمكانية انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع، مما قد يُحدث تحولاً جذرياً في موازين القوى ويعيد تشكيل خريطة النزاع في الشرق الأوسط.

شوف كمان: تايلاند تستعد لإجلاء رعاياها من إيران وإسرائيل بطائراتها
هذا الانخراط قد يفتح آفاقاً لسيناريوهات متنوعة، تحمل في طياتها تهديدات وفرصاً متعددة لمستقبل الأزمة، سواء على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي والاقتصادي، وفيما يلي نستعرض خمس سيناريوهات محتملة لمشاركة أمريكا في الصراع إلى جانب إسرائيل ضد إيران:
1. تصعيد عسكري مباشر وشامل
انضمام الولايات المتحدة سيؤدي إلى تنفيذ ضربات جوية وبرية مكثفة تستهدف المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، مما يُعجّل بانهيار القدرات العسكرية الإيرانية ويزيد من احتمالية التدخل البري المحدود في الشرق الأوسط.
تشير التقارير إلى أن القنبلة الوحيدة القادرة على اختراق “القلعة النووية” في مدينة قُم هي القنبلة الأمريكية GBU-57، المصممة لاختراق القواعد تحت الأرض مهما بلغ عمقها، ورغم ذلك، لم تُستخدم هذه القنبلة حتى الآن في أي هجوم.
من نفس التصنيف: تحقيقات حادث دهس ليفربول مستمرة والحادث غير إرهابي
إسرائيل تستخدم حالياً قنابل مشابهة من فئة GBU، تُعرف باسم “المضادة للمخابئ”، والتي تستطيع اختراق التحصينات الخرسانية المسلحة في العمق قبل الانفجار، وقد أثبتت فعاليتها في هجمات على منشآت نووية إيرانية مثل نطنز وأصفهان.
لكن منشأة فوردو، التي تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة وأنشطة تخصيب متقدمة، لا يمكن اختراقها إلا بواسطة GBU-57، وفقاً لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية.
2. حرب بالوكالة في دول الجوار
مع انشغال الولايات المتحدة وإسرائيل، قد تتوسع الحرب لتشمل وكلاء إيران في العراق وسوريا ولبنان، من خلال تصعيد الهجمات على القواعد الأمريكية والإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع.
3. ردود إيران الصاروخية والهجومية
إيران قد ترد بإطلاق صواريخ بالستية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الحيوية لكلا الطرفين.
4. ضغط دبلوماسي عالمي ومحاولات التهدئة
تصاعد الحرب قد يُحفز تحركاً دولياً لوقف التصعيد، مع جهود مكثفة من دول أوروبية وروسيا والصين للوساطة ودفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.
5. أزمة اقتصادية عالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط
تزايد التوترات العسكرية في منطقة الخليج، التي تُعتبر من أكبر مناطق إنتاج النفط في العالم، يهدد بشكل مباشر استقرار إمدادات النفط العالمية، وأي تعطل أو تهديد لممرات الشحن مثل مضيق هرمز قد يؤدي إلى نقص في كمية النفط المتاحة للأسواق، مما يرفع أسعار النفط بشكل حاد.
كما أن ارتفاع الأسعار يؤثر سلباً على اقتصادات العديد من الدول، خصوصاً المستوردة للطاقة، حيث يرفع من تكاليف الإنتاج والنقل، ويؤدي إلى تضخم في أسعار السلع والخدمات، وهذا الوضع قد يُعقّد الأزمات الاقتصادية العالمية، ويضغط على الحكومات والمستهلكين، ويقلل من فرص النمو الاقتصادي في ظل حالة عدم اليقين المستمرة.