تدمير المشروع النووي الإيراني يتطلب أمرين رغم سيطرة إسرائيل على الأجواء

رغم سيطرة إسرائيل على الأجواء الإيرانية، تدمير المشروع النووي لن يتم دون أمريكا.

تدمير المشروع النووي الإيراني يتطلب أمرين رغم سيطرة إسرائيل على الأجواء
تدمير المشروع النووي الإيراني يتطلب أمرين رغم سيطرة إسرائيل على الأجواء

أعلنت إسرائيل عن سيطرتها على المجال الجوي الإيراني، مما يتيح لها مواصلة حملة القصف الموسع التي بدأت منذ الجمعة الماضية، دون عوائق كبيرة، ومع ذلك يشير خبراء لرويترز إلى أن الاحتلال سيواجه صعوبة في توجيه ضربة قاضية للمواقع النووية المدفونة بعمق، دون انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم.

تفوق عسكري إسرائيل رغم ردود إيران العنيفة

بينما ردت إيران بضربات صاروخية قاتلة على المدن الإسرائيلية، أظهرت إسرائيل تفوقها العسكري والاستخباراتي حيث جابت طائراتها الحربية أجواء الشرق الأوسط، وضربت المنشآت النووية الإيرانية، ومخزونات الصواريخ، والعلماء، والجنرالات، من بين أهداف أخرى.

أعلن عدد من المسؤولين الإسرائيليين يوم الاثنين عن ترسيخ التفوق الجوي فوق إيران، وشبّه الجيش سيطرته على الأجواء الإيرانية بسيطرته على المجال الجوي فوق ساحات صراع أخرى مع أعداء متحالفين مع إيران، مثل غزة ولبنان، حيث تواصل إسرائيل قصفها كما تشاء.

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن سيطرة إسرائيل على المجال الجوي الإيراني “غيّرت قواعد اللعبة”، وأوضح مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي أن الطيارين أصبحوا قادرين على العمل “ضد أهداف أخرى لا تُحصى” فوق طهران، بفضل تدمير “العشرات والعشرات” من بطاريات الدفاع الجوي.

ومع ذلك، حتى مع إشادة المسؤولين الإسرائيليين بالأضرار التي لحقت بإيران حتى الآن، يعترف بعضهم علناً بأن إسرائيل لن تتمكن من القضاء تماماً على البرنامج النووي الإيراني، ما لم تنضم الولايات المتحدة إلى الحملة بقاذفات استراتيجية قادرة على إسقاط ذخائر تستطيع اختراق المواقع المدفونة بعمق.

لا نجاح حقيقي دون أمريكا

قال أندرياس كريج، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، إن إسرائيل حققت “الكثير من النجاحات العملياتية والتكتيكية”، لكن ترجمة ذلك إلى نجاح استراتيجي يتطلب أكثر مما تستطيع قواتها الجوية تقديمه.

أضاف كريج أن حتى أثقل القنابل الأمريكية القادرة على اختراق المخابئ قد تواجه صعوبة في اختراق أعمق المواقع في إيران، في حال قرر الرئيس دونالد ترامب الانضمام إلى الهجوم، مما يشير إلى الحاجة إلى قوات خاصة على غرار قوات الكوماندوز على الأرض.

ومع ذلك، فإن “إسرائيل تستطيع أن تتصرف الآن دون عقاب، ويمكنها أن تفعل ذلك بالطريقة التي فعلتها في لبنان”.

أطلقت إسرائيل حملتها يوم الجمعة، مشيرة إلى أن طهران على وشك بناء قنبلة نووية، وهو الأمر الذي تنفي إيران دائماً السعي إلى تحقيقه من خلال برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

في حين يقول الجيش الإيراني إنه أسقط طائرات حربية إسرائيلية، تنفي إسرائيل ذلك وتؤكد أنه لم يلحق أذى بأي طاقم أو طائرات خلال مهماتها إلى إيران، فيما قال مصدر دفاعي غربي رفيع المستوى إن طائرات حربية إسرائيلية كانت تُزوّد ​​بالوقود فوق سوريا، معقل النفوذ الإيراني حتى سقوط بشار الأسد في ديسمبر.

أضاف المصدر أن إسرائيل تعمل الآن فوق سوريا “بحرية شبه كاملة”.

ووفق رويترز، فإن الهجوم الإسرائيلي يحمل أصداء الهجوم المدمر الذي شنته إسرائيل العام الماضي ضد حزب الله في لبنان، والذي قضت خلاله إسرائيل على القيادة العليا للجماعة الموالية لطهران، بما في ذلك زعيمها حسن نصر الله، في غضون الأيام الأولى.