مع تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، بدأ عدد من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في اتخاذ خطوات للحد من سلطة الرئيس دونالد ترامب ومنعه من اتخاذ قرار منفرد بشن ضربات عسكرية ضد إيران، حيث أكدوا أن الدستور الأمريكي يمنح الكونجرس وحده حق إعلان الحرب.

مواضيع مشابهة: جيش الاحتلال يسيطر على 77% من غزة واستشهاد العشرات بينهم صحفي وقائد مدني
وأعلن النائب الجمهوري توماس ماسي من ولاية كنتاكي عبر منصة “إكس” أنه قدّم مشروع قرار بموجب قانون سلطات الحرب لعام 1973، يهدف إلى منع استخدام القوة العسكرية الأمريكية ضد إيران دون موافقة الكونجرس، مشددًا على أن “هذه ليست حربنا، وإن كانت كذلك، فإن الدستور ينص على أن القرار يعود للكونجرس”.
ويشارك في رعاية القرار النائب الديمقراطي رو خانا من كاليفورنيا، الذي دعا جميع أعضاء الكونغرس إلى إعلان موقفهم بوضوح، قائلًا: “هل أنتم مع المحافظين الجدد الذين ورطونا في العراق، أم مع الشعب الأمريكي؟”
مقال له علاقة: إلغاء الولايات المتحدة لعقد بقيمة 590 مليون دولار لتطوير لقاح إنفلونزا الطيور
مشروع قرار عاجل للتصويت
بموجب هذا النوع من القرارات “المميزة” قانونيًا، سيُجبر الكونجرس على إجراء تصويت خلال أيام من استئناف الجلسات، مما يضع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون في موقف معقد نظرًا لدعمه القوي لكل من إسرائيل والرئيس ترامب.
وفي مجلس الشيوخ، تقدم السيناتور الديمقراطي تيم كين بمشروع قرار مشابه، يلزم ترامب بالحصول على تفويض من الكونجرس أو إعلان رسمي للحرب قبل القيام بأي عمل عسكري ضد إيران، ما لم يكن ردًا على هجوم وشيك، حيث قال كين: “هذا القرار يضمن ألا نرسل أبناءنا وبناتنا إلى ساحة الحرب إلا بعد نقاش وتصويت صريح في الكونغرس”
خلافات داخل الحزبين
رغم عدم وجود رعاة مشتركين حتى الآن لمشروع كين، إلا أنه قال إنه يلقى “اهتمامًا كبيرًا”، وفي المقابل، أعلن السيناتور الجمهوري جوش هاولي أنه لا يدعم القرار، مؤكدًا أن “احتمالية دخول ترامب حربًا مع إيران ضئيلة جدًا”، بينما حث السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام ترامب على “الذهاب حتى النهاية” إذا فشلت الدبلوماسية، قائلًا: “إذا تطلب الأمر إرسال القنابل، فلنرسلها، وإذا تطلب الأمر الطيران مع إسرائيل، فليفعل الجيش ذلك”
ترامب يصعّد: “نُسيطر على سماء إيران”
عاد ترامب مبكرًا من قمة مجموعة السبع في كندا بسبب تطورات الحرب، وصرح بعد عودته أن الولايات المتحدة أصبحت تملك “سيطرة كاملة على الأجواء فوق إيران”، مهددًا: “نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمى بالمرشد الأعلى، إنه هدف سهل، لكننا لن نغتاله – على الأقل في الوقت الحالي”
انقسام داخل الديمقراطيين، حيث أعلن السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا أنه سيصوت ضد قرار كين، مؤكدًا دعمه للضربات الاستباقية ضد إيران وعدم رغبته في تقييد قدرة ترامب على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، بينما جدد السيناتور الجمهوري راند بول موقفه الثابت قائلًا: “لا يمكن لأي رئيس أن يقصف دولة أخرى دون موافقة الكونجرس، هذا مبدأ دستوري، والضربات الجوية تعني حربًا، ويجب أن تمر عبر الكونجرس”