حذر خبراء اقتصاديون من تأثيرات سريعة قد تطال معظم الاقتصادات، مؤكدين أن مصر تمتلك مقومات مرنة وخططًا استباقية تقلل من آثار تلك الأزمات، في ظل التصعيد العسكري المتزايد بين إيران وإسرائيل وما يحمله من تداعيات على الأسواق العالمية وأسعار الطاقة وحركة التجارة.

شوف كمان: مصر تعزز تعاونها الإقليمي في مجال الطاقة خلال قمة أثينا
وفي هذا السياق، أكد مسؤولون بالغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال أن الأحداث الحالية قد تشكل فرصة ذهبية لمضاعفة الصادرات المصرية إلى أوروبا والخليج، بالتزامن مع تعزيز الدولة لأمنها الغذائي وخططها للطاقة المتجددة والطوارئ.
قال أحمد زكي، الأمين العام لشعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أي نزاع سياسي واسع، خاصة إذا اتخذ شكلًا عسكريًا كما هو الحال في المواجهات بين إيران وإسرائيل، ينعكس بشكل مباشر وسريع على الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن الأحداث الجارية تركت أثرًا فوريًا على أسعار النفط وحركة التجارة في الشرق الأوسط، ما انعكس بطبيعة الحال على الأسواق الأوروبية والأمريكية أيضًا.
تأثير محدود على مصر
وأوضح أحمد زكي أن مصر، بالرغم من تعرضها لبعض التأثيرات جراء تقلب أسعار البترول، إلا أن تلك التأثيرات ستكون أقل حدة مقارنة بدول أخرى، خاصة في أوروبا، وذلك لاعتماد مصر على مزيج متنوع من مصادر الطاقة، على عكس الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل أكبر على النفط والغاز التقليديين.
فرصة ذهبية لزيادة الصادرات المصرية
ورأى زكي أن الاضطرابات الحالية قد تُشكل فرصة مواتية للمنتجات المصرية للدخول بقوة إلى أسواق الخليج وأوروبا، التي قد تتعرض لنقص في الإمدادات نتيجة تعطل بعض الصناعات بسبب الحرب، وأكد أن مصر يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في سد هذا العجز في السلع الغذائية والصناعية.
دعوة لدعم الدولة
وشدد زكي على ضرورة تعاون رجال الأعمال والمصنعين مع الدولة في التوسع في مجالات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية ومحطات التوليد الكهربائية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ضرورية لضمان استقرار الإنتاج ومواجهة أي اضطرابات مستقبلية في أسواق الطاقة الدولية.
مرونة خطط الدولة للتعامل مع الأزمات
وأشار أمين شعبة المصدرين إلى أن الحكومة المصرية تعمل بخطط مرنة ومحدثة بشكل دوري كل 3 أشهر، لمواكبة أي متغيرات عالمية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الوقود المتوقع سيؤثر بشكل مباشر على قطاعي الصناعة والنقل، إلا أن هناك بدائل وخططًا جاهزة للتعامل مع هذه التحديات.
أوروبا تتجه نحو المنتجات المصرية
وأكد زكي أن القارة الأوروبية ستزيد من اعتمادها على المنتجات المصرية خلال النصف الثاني من العام الحالي، مستفيدة من قرب مصر الجغرافي وميزتها التنافسية في النقل البحري عبر البحر المتوسط، ما يعزز فرص التصدير خلال هذه المرحلة.
مقال له علاقة: أسعار اللحوم اليوم تشهد قفزات في البتلو والكندوز مع استقرار الضاني
ومن جانبه، قال المهندس أحمد الزيات، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، إن قرار الحكومة بتشكيل لجنة أزمات برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يُعد تحركًا إيجابيًا يهدف لرصد تداعيات الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل وانعكاساتها المحتملة على الاقتصاد والسوق المصري.
ضرورة الاعتماد على الصناعة المحلية
أوضح الزيات أن استمرار التصعيد العسكري في المنطقة من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على المشهد الاقتصادي الداخلي، مشددًا على أهمية الاتجاه نحو دعم المنتج المحلي، وتفعيل منظومة الرصد اللحظي لاتخاذ خطوات احترازية مبكرة تحمي السوق وتُسهم في تقليل التقلبات، ما يعزز من استقرار الأسعار ويُخفف العبء عن المواطن.
خطوات مصرية لتعزيز الأمن القومي الغذائي
وأشار إلى أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا خلال العقد الأخير في تعزيز قدراتها الإنتاجية والزراعية والصناعية، عبر مشروعات كبرى تتعلق بتأمين مصادر الطاقة، وتوسيع رقعة المناطق الصناعية، بالإضافة إلى التوسع في الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي بما يُعزز من الاستقلال الاقتصادي.
خطة طوارئ لتأمين احتياجات الطاقة والأسواق
ونوه الزيات إلى أن الحكومة أعلنت تفعيل خطة طوارئ تم إعدادها سلفًا لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي وضمان استمرار عمل محطات الكهرباء، بجانب رفع مستوى التنسيق مع البنك المركزي ووزارة المالية لتكوين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية تحسبًا لأي اضطرابات قد تطرأ على سلاسل التوريد العالمية.