رئيس الوزراء يترأس لجنة لمتابعة تداعيات حرب إيران وإسرائيل

طمأن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المواطنين بتوافر كافة السلع في الأسواق، حيث يوجد احتياطي استراتيجي يكفي لعدة أشهر، مشيراً إلى أن الحكومة قامت على الفور بمناقشة تداعيات الأزمة الحالية على مختلف الأصعدة، وخاصة فيما يتعلق بإمدادات الوقود وزيادة مخزون البلاد من جميع السلع الاستراتيجية الأساسية، لافتاً في هذا السياق إلى القرار الذي أصدره بتشكيل “لجنة أزمات” برئاسته لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية، بما يُسهم في الاستعداد لأي مستجدات في مختلف القطاعات.

رئيس الوزراء يترأس لجنة لمتابعة تداعيات حرب إيران وإسرائيل
رئيس الوزراء يترأس لجنة لمتابعة تداعيات حرب إيران وإسرائيل

وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه سيعقد اجتماعات دورية مع أعضاء اللجنة، مشيراً إلى أن أول اجتماعاتها سينعقد اليوم عقب اجتماع مجلس الوزراء، كما أنه يُكثف حالياً من اجتماعاته مع اللجان الاستشارية المختلفة؛ بهدف بحث تداعيات الأحداث الأخيرة وتأثيراتها على مختلف قطاعات الدولة.

وفي هذا السياق، طلب الدكتور مصطفى مدبولي من المواطنين ضرورة الحرص الشديد على ترشيد استهلاك الكهرباء، وذلك في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مع التأكيد على التزام الحكومة بالعمل على إمداد محطات الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيلها بالكفاءة المطلوبة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه لا داعي للقلق بشأن توافر أي سلعة من السلع الأساسية، فلدينا احتياطيات استراتيجية تكفي حاجة الاستهلاك المحلي، كما تعمل الحكومة على متابعة جميع المستجدات على مختلف المستويات، وهناك عدة سيناريوهات يتم وضعها للتعامل مع هذه المستجدات، معرباً عن تطلعه إلى عودة الاستقرار للمنطقة في أقرب وقت ممكن.

تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خاصة في عامي 2024 و2025، حيث تحولت من صراع بالوكالة إلى مواجهة عسكرية مباشرة وعلنية يمكن تلخيص “الحرب الأخيرة” بينهما كالتالي:

الخلفية والتصعيد:

  • صراع طويل الأمد: لطالما كانت العلاقة بين إيران وإسرائيل متوترة منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حيث اعتبرت إيران إسرائيل “كياناً غير شرعي”، واتسمت هذه العلاقة بصراع بالوكالة، حيث دعمت إيران جماعات معادية لإسرائيل مثل حماس وحزب الله، وقامت إسرائيل بعمليات سرية واستهدافات لمنشآت وأفراد مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني في إيران وسوريا ولبنان
  • تصعيد أبريل 2024: شهد أبريل 2024 تصعيداً غير مسبوق، حيث بدأ بهجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، وردت إيران بشن هجوم مباشر واسع النطاق على إسرائيل باستخدام مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، اعترضت إسرائيل غالبيتها بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى وردت إسرائيل بعد ذلك بهجمات محدودة داخل إيران
  • تصاعد صيف وخريف 2024: استمر التصعيد في صيف وخريف 2024، وشمل اغتيالات لشخصيات قيادية مثل إسماعيل هنية قائد حماس في طهران، وفؤاد شكر قائد حزب الله، وهجمات صاروخية متبادلة في أكتوبر 2024

الوضع الحالي (يونيو 2025):

  • هجمات إسرائيلية مكثفة: منذ بداية الأسبوع الماضي (حوالي 13 يونيو 2025)، شنت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة على إيران، استهدفت مواقع حساسة، بما في ذلك منشآت نووية وعسكرية ومدنية ذكرت تقارير أن هذه الهجمات أدت إلى مقتل المئات في إيران، واغتالت قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين بارزين
  • استهداف منشآت نووية: أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود أدلة تشير إلى “تأثيرات مباشرة” على “قاعات التخصيب تحت الأرض” في منشأة نطنز النووية الإيرانية
  • ردود إيرانية: ردت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية بالطائرات المسيرة على إسرائيل، وادعت استخدام صواريخ “فتاح” المتطورة التي قالت إنها منحت إيران “سيطرة كاملة” على المجال الجوي الإسرائيلي، وقد أدت هذه الهجمات إلى دمار “غير مسبوق” في بعض المدن الإسرائيلية، وذكرت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في إسرائيل
  • تحذيرات وإجلاء: شهدت الأيام الماضية تحذيرات متبادلة للسكان بإخلاء مناطق معينة في طهران وتل أبيب، مما يعكس تصاعد مستوى التهديد
  • اشتباكات وعملاء: أعلنت إيران اعتقال عملاء تابعين للموساد الإسرائيلي في بهارستان جنوب غرب طهران، واتهمتهم بالتخطيط لعمليات تخريبية، كما حدثت اشتباكات بين الأمن الإيراني وعناصر يشتبه بصلتهم بالموساد جنوب طهران
  • التصريحات والتهديدات: تبادل الطرفان التهديدات، حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ”الجزاء”، بينما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة “استسلام” إيران

الآثار والآفاق:

  • نزوح المدنيين: فر مئات الآلاف من المدنيين الإيرانيين من طهران نحو الشمال بعد التحذيرات الإسرائيلية
  • قلق دولي: أثارت الأحداث قلق المجتمع الدولي، وحذرت وكالات التصنيف الائتماني من تداعيات اقتصادية وخيمة على إسرائيل
  • مخاطر التصعيد: هناك مخاوف حقيقية من توسع الصراع و”حرب طويلة”، مع احتمالية تدخل أطراف أخرى

باختصار، “الحرب الأخيرة” بين إيران وإسرائيل ليست صراعاً تقليدياً بجيوش متحاربة على خطوط جبهة واضحة، بل هي تصعيد مباشر وخطير لصراع استمر لعقود، يشمل ضربات جوية وصاروخية متبادلة، استهداف منشآت حساسة، وعمليات استخباراتية، مع خطر متزايد من تصعيد أوسع.