توقف صادرات الغاز الإسرائيلي بعد الهجمات الصاروخية وإعلان الطوارئ في مصر والأردن

أشار وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى أن استئناف تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن يعتمد على الحصول على موافقات من الجيش الإسرائيلي، وذلك في ظل تزايد التوترات العسكرية مع إيران وارتفاع المخاطر الأمنية المتعلقة بإمدادات الطاقة في شرق المتوسط.

توقف صادرات الغاز الإسرائيلي بعد الهجمات الصاروخية وإعلان الطوارئ في مصر والأردن
توقف صادرات الغاز الإسرائيلي بعد الهجمات الصاروخية وإعلان الطوارئ في مصر والأردن

توقفت صادرات الغاز الإسرائيلي منذ الجمعة 13 يونيو 2025، بعد قرار الحكومة بإغلاق حقلي كاريش وليفياثان نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت منشآت حيوية للطاقة، مما دفع القاهرة وعمّان للإعلان عن حالة الطوارئ في قطاع الطاقة لضمان تأمين الإمدادات المحلية.

وأوضح كوهين أن قطاع الطاقة الإسرائيلي يعمل بشكل طبيعي، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن هي تلبية احتياجات السوق المحلية، مما يثير تساؤلات حول موعد استئناف التصدير إلى الأسواق الإقليمية، خاصة في ظل استمرار التوترات العسكرية.

تعليق الإنتاج في الحقول البحرية

أعلنت شركة “إنرجيان” اليونانية عن تعليق الإنتاج في حقل كاريش، بينما أوقفت شركة “شيفرون” الأميركية العمل في حقل ليفياثان، استجابة لتوجيهات الحكومة الإسرائيلية في ظل تصاعد المواجهات الجوية بين إسرائيل وإيران.

يُعتبر حقل ليفياثان، الذي تصل طاقته الإنتاجية إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، المورد الرئيسي لمصر والأردن، بالإضافة إلى حقل تمار الذي ينتج نحو 1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا.

مصر والأردن تعلنان حالة الطوارئ

تشير البيانات الرسمية إلى أن مصر استوردت حوالي 2.55 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي خلال الربع الأول من 2025، بمعدل يقارب مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو مستوى مشابه للواردات خلال نفس الفترة من العام السابق.

ومع توقف الإمدادات، لجأت القاهرة وعمّان إلى إعلان حالة الطوارئ، وبدأتا في تقنين ضخ الغاز إلى المصانع لضمان استمرار تشغيل محطات الكهرباء، في ظل غياب بدائل فورية.

توقف مصفاة حيفا بعد استهداف إيراني

كما أعلنت مجموعة “بازان” المالكة لمصفاة حيفا الإسرائيلية عن توقف المصفاة يوم 16 يونيو الجاري، إثر تضرر محطة كهرباء مرتبطة بها نتيجة صاروخ إيراني، وتبلغ الطاقة التشغيلية للمصفاة 197 ألف برميل يوميًا، تغطي حوالي 70% من احتياجات السوق المحلية، بينما يُصدر الباقي إلى دول شرق المتوسط.

وقد أثار وصول صاروخ فرط صوتي إلى المصفاة قلقًا واسعًا لدى المحللين بشأن تأثير التصعيد العسكري على أمن الطاقة في المنطقة.

وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إلى توقعه عودة المصفاة للعمل خلال 30 يومًا، حال استقرار الأوضاع الأمنية.

مدحت يوسف: استئناف الضخ “وهم سياسي”.. والحقول لا تزال متوقفة

من جانبه، استبعد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن تكون صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن قد استؤنفت فعليًا حتى الآن، مؤكدًا أن “تصريحات تل أبيب سياسية وتهدف لتهدئة الأسواق، لكنها لا تعكس الوضع الميداني”.

وأوضح يوسف في تصريحات خاصة، أن “استمرار القصف، وتحرك الجيش الإسرائيلي ببطء، يشير إلى أن الحقول الرئيسية مثل كاريش وليفياثان لا تزال خارج الخدمة”، مضيفًا أن “استئناف الضخ خلال ساعات أمر غير واقعي في ظل استمرار إطلاق الصواريخ”.

تأثير مباشر على صادرات الغاز المصرية

يشكل استمرار توقف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر تحديًا مباشرًا أمام تشغيل مجمعات إسالة الغاز في إدكو ودمياط بكامل طاقتها، خاصة أن الغاز الإسرائيلي يمثل جزءًا أساسيًا من كميات الغاز الخام المستخدمة للإسالة.

ويرى خبراء أن استمرار الأزمة يهدد خطة مصر التصديرية، خاصة مع ارتفاع الطلب المحلي خلال فصل الصيف، مما يحد من كميات الغاز المحلي المتاحة للتصدير، ويؤثر سلبًا على العائدات الدولارية من بيع الغاز المسال.

ويؤكد مدحت يوسف أن “غياب الغاز الإسرائيلي يضع مصر أمام خيارين صعبين: إما تقليص صادرات الغاز المسال أو تقليص الضخ للسوق المحلي”، مشددًا على أن الحكومة المصرية تُعطي الأولوية حاليًا للاحتياجات المحلية، وهو ما يضغط بشدة على خطط التصدير

حتى الآن، لا توجد مؤشرات ميدانية مؤكدة على عودة الضخ، بينما يبقى قرار الجيش الإسرائيلي هو الفيصل في إعادة تشغيل الحقول، ومع استمرار التصعيد، يبقى مستقبل صادرات الغاز من إسرائيل إلى مصر والأردن معلّقًا في مهب المواجهة الإقليمية المفتوحة.