خبير اقتصادي يؤكد على ضرورة قوة الردع الاقتصادية وتأثير الحرب على النفط والسياحة

أكد محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل له تأثير واضح على الاقتصاد المصري، مشددًا على أن الدرس الأهم المستفاد من هذه الأزمة هو ضرورة امتلاك الدولة لقوة ردع فعالة تحمي الاقتصاد الوطني بكفاءة.

خبير اقتصادي يؤكد على ضرورة قوة الردع الاقتصادية وتأثير الحرب على النفط والسياحة
خبير اقتصادي يؤكد على ضرورة قوة الردع الاقتصادية وتأثير الحرب على النفط والسياحة

وأشار عبد الرحيم، في تصريحات خاصة لـ “نيوز رووم”، إلى أن مفهوم الردع لم يعد مقتصرًا على الجانب الأمني فقط، بل أصبح ضرورة لحماية الاقتصاد من المؤامرات التي قد تؤدي إلى انهياره، حيث بدأت تأثيرات الحرب تظهر سريعًا في السوق المصري.

المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية

وأضاف عبد الرحيم أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية شهد تراجعًا بنحو 6% في جلسة الأحد 15 يونيو، وهي أولى الجلسات بعد اندلاع الحرب، ووصف هذا الهبوط بأنه “متوقع لكنه حاد”، قبل أن تبدأ البورصة في تعويض بعض خسائرها خلال جلسة الاثنين.

وتابع قائلًا: “من الطبيعي أن ترتفع أسعار الذهب عالميًا في ظل هذه الأجواء باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين، بالإضافة إلى التوقعات بارتفاع أسعار النفط في حال استمرار الصراع أو استخدام ورقة الطاقة، خاصة إذا تم تهديد الملاحة في مضيق هرمز.”

ارتفاع أسعار النفط

وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن ارتفاع أسعار النفط يشكل ضغطًا مباشرًا على الموازنة العامة للدولة، كما أن تعطل إمدادات الغاز قد ينعكس على قطاع البتروكيماويات، وهو ما بدأ يظهر بالفعل في تقليص بعض المصانع لنشاطها.

ولفت إلى أن إيرادات السياحة قد تتأثر سلبًا نتيجة الاضطرابات الإقليمية، بالإضافة إلى عدم استقرار عوائد قناة السويس، التي تتعرض بالفعل لضغوط منذ بداية الأزمة في البحر الأحمر.

وفيما يخص العملة، أوضح عبد الرحيم أنه من المتوقع حدوث بعض التذبذب في سعر الصرف، مع احتمالات بارتفاع مؤقت في سعر الدولار أمام الجنيه، لكنه استبعد أن يكون هذا الارتفاع طويل الأجل، خاصة مع استمرار تدفق العملة الأجنبية عبر عدة قنوات.

وأكد أن الصورة “ليست قاتمة تمامًا”، مشيدًا بتشكيل لجنة أزمات برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لمتابعة تداعيات الحرب، واصفًا هذه الخطوة بأنها “إيجابية ومهمة لتقليل آثار الأزمة.”.

كما أشار إلى قرار تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير، واعتبره قرارًا صائبًا لإتاحة الفرصة لتعزيز الجهود الترويجية، إلى جانب خطة الطوارئ التي أطلقتها وزارة البترول لخفض إمدادات الغاز الصناعي وتأمين الاحتياجات الأساسية، فضلًا عن تعزيز المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية.

وأنهى عبد الرحيم تصريحه قائلًا إن مصر تظل منبرًا للسلام ليس في الشرق الأوسط فقط، بل على مستوى العالم، ورسالتها واضحة: إشعال المنطقة لا يخدم أحدًا، والحفاظ على الاستقرار يخدم الجميع.