أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أمس الأربعاء، تثبيت سعر الفائدة الرئيسي في نطاق 4.25%-4.50%، وذلك خلال الاجتماع الرابع له في 2025، وهي المرة الرابعة التي يقرر فيها الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي كان يسعى لتقليص سعر الفائدة.

شوف كمان: سعر الذهب اليوم في ختام التعاملات مع انخفاض يليه عاصفة وتوقعات بارتفاع كبير
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي أحمد معطي أسباب قرار الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على معدلات الفائدة كما هي، حيث أشار في تصريح خاص لـ “نيوز رووم” إلى أن التوترات الجيوسياسية، والحرب بين إسرائيل وإيران، تساهم في زيادة مخاطر ارتفاع التضخم، بالإضافة إلى القلق من إغلاق مضيق هرمز وما سينتج عنه من ارتفاع في أسعار النفط والسلع، مما جعله قرارًا منطقيًا لعدم خفض أسعار الفائدة.
وقد ثبت البنك الفيدرالي معدل الفائدة ضمن النطاق الحالي منذ ديسمبر الماضي، ولكنه يواجه رؤية أكثر غموضًا للاقتصاد، خاصة بعد عودة الرئيس ترامب إلى السلطة في يناير، وإعلانه عن تغييرات جذرية في السياسة التجارية، والتي تضمنت فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع المستوردة.
ورغم تأجيل تنفيذ العديد من الرسوم الجمركية المعلنة، إلا أن القضية لا تزال قائمة وتظل تحت متابعة مسؤولي الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لرويترز.
تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران
من جهته، أكد إبراهيم مصطفي، الخبير الاقتصادي، أن التطورات العالمية الحالية، بما في ذلك تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران، واستمرار العدوان على غزة، وارتفاع التضخم، إضافةً إلى القرارات الأمريكية الأخيرة برفع الرسوم الجمركية، تشكل تحديات كبيرة أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما دفعه للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
ترامب يريد خفض أسعار الفائدة
وأوضح إبراهيم مصطفي في تصريحات خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لخفض أسعار الفائدة، لكن الواقع الاقتصادي العالمي المعقد قد يجبر الفيدرالي على الانتظار وتثبيت أسعار الفائدة، خصوصًا مع تزايد ضغوط التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات.
الرسوم الجمركية
وأشار إبراهيم مصطفي إلى أن فرض رسوم جمركية على بعض السلع يساهم في رفع الأسعار، ليس فقط في الأسواق الأمريكية، بل يمتد تأثيره إلى الأسواق الأوروبية أيضًا، مما يجعل خيار تثبيت الفائدة يبدو منطقيًا، في ظل محاولات البنك الفيدرالي للحد من التضخم والسيطرة على ارتفاع أسعار السلع.
اقرأ كمان: حملة لإزالة الإشغالات والمخالفات في مدينة بدر للحفاظ على المظهر الحضاري
ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي نتيجة التوترات الجيوسياسية
وأضاف مصطفي أن هناك مخاوف من ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي نتيجة تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والشحن، وينعكس سلبًا على أسعار السلع والخدمات.
تثبيت أسعار الفائدة
وتابع الدكتور إبراهيم مصطفي قائلاً إن كل هذه العوامل مجتمعة تكفي لاتخاذ قرار تثبيت أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة، نظرًا لما تشهده الأسواق الأمريكية والعالمية من عدم استقرار.
الأسواق العالمية
تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب في ظل توترات سياسية واقتصادية متصاعدة، أبرزها تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، واستمرار العدوان على قطاع غزة، بالإضافة إلى القرارات الأمريكية الأخيرة برفع الرسوم الجمركية على واردات صينية وسلع أخرى، في محاولة لحماية الصناعات المحلية وارتفاع التضخم.
الضغوط التضخمية على الاقتصاد الأمريكي
في الوقت نفسه، تزداد ضغوط التضخم على الاقتصاد الأمريكي، وسط مخاوف من موجات غلاء عالمية نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والشحن، ورغم دعوات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، فإن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه محاطًا بتحديات معقدة، مما يجعله أكثر ميلاً نحو الحذر وتثبيت أسعار الفائدة، في محاولة للحفاظ على استقرار الأسواق والسيطرة على التضخم.