قصة كفاح ملهمة بطلها رجل قادم من السودان الشقيق، إنه العم عبد الله السوداني، في أحد أزقة مدينة ملوي، التي شهدت رحلة إقامته وعمله بائعاً للخردوات على مدار 33 عاماً، جعل خلالها من ملوي وطنًا ثانيًا له، وشاهدًا على صموده وعصاميته في قلب وادي النيل.

اقرأ كمان: 10 أسواق يومية في الإسكندرية لتعزيز استقرار الأسعار وتوفير السلع
عبدالله السوداني بالمنيا.
ثلاثة عقود من الاغتراب
عام 1992، كانت بداية رحلة “العم عبد الله” من السودان إلى مصر، وتحديدًا إلى مدينة ملوي بالمنيا، لم تكن مجرد محطة عابرة، بل تحولت إلى استقرار دام لأكثر من ثلاثة عقود، خلال هذه السنوات الطويلة، نسج “العم عبد الله” علاقات قوية مع أهل المدينة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي، حب أهل ملوي له، وتقبلهم لوجوده، جعله يشعر بأن هذا المكان هو وطنه الثاني، بعيدًا عن صعوبات الاغتراب.
عبدالله السوداني بالمنيا.
“بائع خردوات” بروح طيبة
اختار “العم عبد الله” مهنة بيع الخردوات، تلك المهنة التي تتطلب الصبر والتعامل اليومي مع مختلف شرائح المجتمع، ففي دكانه المتواضع، أو بعربته المتنقلة، تجد لديه كل ما هو “قديم” ولكنه ذو قيمة، من قطع غيار مستعملة إلى أدوات بسيطة، وصولًا إلى “كل ما يخطر ببالك من خردة”، لكن ما يميز “العم عبد الله” ليس فقط بضاعته، بل روحه الطيبة وابتسامته الدائمة وحكاياته التي يتبادلها مع زبائنه، وكأنه ابن أصيل لوادي النيل الذي يربط بين السودان ومصر، لقد أصبح جزءًا من المشهد اليومي في ملوي، وشخصية محبوبة يعرفها القاصي والداني.
عبدالله السوداني بالمنيا.
من نفس التصنيف: استكمال أعمال الفحص والرقابة على هيئات الشباب في رياضة السويس
نموذج للعصامية والإصرار
قصة “العم عبد الله السوداني” هي نموذج حي للعصامية والإصرار على العيش الكريم، رغم تحديات الاغتراب وصعوبات الحياة والبعد عن مسقط الرأس، فقد استطاع أن يبني لنفسه في بيئة جديدة، وأن يكسب احترام وثقة من حوله بفضل أمانته واجتهاده، هذه الرحلة الطويلة من السودان إلى المنيا، ليست مجرد قصة بائع خردوات، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على التكيف والصمود، وإيجاد وطنه وراحته حيثما يجد التقدير والحب.
قصة كفاح العم عبد الله هي نموذج من آلاف؛ بل إن شئت فقل الملايين من إخواننا من البلدان العربية بل والأجنبية، الذين وجدوا بمصر ملاذًا آمنًا، ووطنًا ثان، لم يفرق بينهم وبين أبنائه.