أكد الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران تمثل لحظة حاسمة تتطلب التوقف الفوري عن القتال.

من نفس التصنيف: طهران تؤكد عدم تعليق تخصيب اليورانيوم قبل التوصل لاتفاق نهائي مع واشنطن
وكتب قرقاش عبر صفحته الشخصية على منصة “إكس”: “الهجوم الإسرائيلي على إيران والحرب المستمرة بينهما تمثل لحظة فارقة تحمل تداعيات عميقة على البلدين والمنطقة بأسرها، الحكمة والمسؤولية تقتضيان وقف الحرب فورًا والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، فهذه هي الدروس المستفادة من تجارب المنطقة وتاريخ حروبها”
الهجوم الإسرائيلي على إيران والحرب المستمرة بينهما تمثل لحظة فارقة تحمل تداعيات عميقة على البلدين والمنطقة بأسرها، الحكمة والمسؤولية تقتضيان وقف الحرب فورًا والانخراط في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، فهذه هي الدروس المستفادة من تجارب المنطقة وتاريخ حروبها.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash).
وفي نفس السياق، دخلت إيران وإسرائيل في مواجهة مباشرة تُعدّ الأخطر منذ عقود، حيث أطلقت طهران سلسلة من الصواريخ الباليستية الدقيقة على مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، في ردّ وُصف بأنه محسوب ومركز لكنه مدمّر، مما كشف عن ثغرات حادة في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
استهداف مدروس لبنية تحتية حيوية: حيفا ومصفاة “بازان” في قلب النار
من بين أبرز الأهداف التي أصابتها الضربات الإيرانية كان ميناء حيفا ومصفاة النفط “بازان”، وهما منشأتان حيويتان في قطاع الطاقة الإسرائيلي.
وأكدت تقارير ميدانية حدوث أضرار “كبيرة” في شبكة أنابيب التكرير، مما أجبر شركة “سونول”، ثالث أكبر موزعي الوقود في إسرائيل، على وقف أو تقليص التوريد، وهو ما انعكس سريعًا على حركة النقل والإمدادات.
بدوره، وصف المحلل العسكري الأمريكي والضابط السابق في مشاة البحرية سكوت ريتر الضربة قائلاً: “لم تتعرض المصفاة لهجوم مماثل منذ تأسيسها، وما جرى هو محاولة إيرانية لكسر الروح المعنوية الإسرائيلية من الداخل”
ضربات تطال العمق الجوي والعسكري:
لم تتوقف الهجمات عند قطاع الطاقة، بل امتدت إلى مرافق عسكرية ومطار بن جوريون الدولي، مما اضطر سلطات الاحتلال إلى تحويل مسارات الرحلات الجوية ونقل بعض الطائرات الحربية إلى قبرص لتفادي الاستهداف المباشر، في مؤشر واضح على الإرباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
صواريخ قديمة.. بدقة قاتلة
ما يثير الانتباه هو أن إيران استخدمت صواريخ باليستية من الجيل الأول، صواريخ قديمة تم تطويرها لتصبح أكثر دقة، في تكتيك ذكي هدفه إنهاك منظومات الدفاع الإسرائيلية.
“الصواريخ المستخدمة تعود لأكثر من عشرين عامًا، لكن ما تم تطويره هو دقتها التوجيهية، مما يجعلها كابوسًا حقيقيًا لأنظمة الاعتراض”، وفق ما قاله ريتر.
المنظومات الدفاعية على حافة الإنهاك: أزمة صواريخ اعتراضية
رغم نجاح إسرائيل في اعتراض جزء من الصواريخ، فإن الكثير منها أصاب أهدافًا مدنية وصناعية وعسكرية حساسة، من بينها محطات كهرباء ومستودعات ومساكن، وتشير تقارير أمريكية إلى نفاد مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى منظومات مثل “القبة الحديدية” و”حيتس”، وهو ما يعني أزمة دفاعية حقيقية في حال استمرار التصعيد.
الاقتصاد ينزف والدعم الأمريكي يتراجع
وتُقدّر تكلفة الدفاع اليومي عن الأجواء الإسرائيلية بـ120 مليون دولار، وهو عبء مالي ثقيل ينعكس على ركود اقتصادي حاد، وانكماش في الإنتاج، وأزمة وقود شلّت سلاسل الإمداد الداخلية.
رغم التصريحات الأميركية الداعمة، فإن الداخل الأميركي منقسم بشكل متزايد حول دعم تل أبيب، تقارير نقلت عن أوساط في جناح “أميركا أولاً” قولهم:
“هذه ليست حربنا”
وفي السياق نفسه، يتحرك الكونغرس لتقييد قدرة البيت الأبيض على توسيع نطاق الدعم العسكري لإسرائيل، في خطوة تعبّر عن خشية حقيقية من التورط في حرب إقليمية مفتوحة.
ممكن يعجبك: دراسة تكشف أن البصمة الكربونية لحرب غزة تفوق انبعاثات 100 دولة
لم تكن الضربات الإيرانية عشوائية، بل جزء من استراتيجية واضحة تستهدف إنهاك الاقتصاد والبنية الدفاعية الإسرائيلية دون توسيع المواجهة نحو حرب شاملة.