كشف مصدر بوزارة البترول والثروة المعدنية عن بدء ضخ الغاز بشكل جزئي خلال ساعات، حيث يتم ضخ كميات من الغاز الطبيعي تدريجيًا إلى مصانع الأسمدة الأزوتية، في خطوة وُصفت بأنها جزء من خطة الدولة لضمان التوازن بين تلبية احتياجات محطات الكهرباء والحفاظ على استمرارية الصناعات الحيوية في ظل موسم صيفي ضاغط.
مقال له علاقة: وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يزوران مشروع كوبرى 45 «محور السادات»
مصانع الأسمدة تعود تدريجيًا للإنتاج
مصدر مسؤول بإحدى شركات الأسمدة الكبرى كشف لـ”” أن المصنع بدأ فعليًا التشغيل الجزئي بعد عودة ضخ الغاز، وقال:
“كنا نعمل بطاقة لا تتجاوز 20% طوال الأسبوع الماضي، ومع إعادة الضخ نأمل العودة إلى 80% بنهاية الأسبوع الحالي”
وأوضح أن استمرار التوقف كان سيؤدي لخسائر ضخمة، خاصة مع وجود التزامات تصديرية وتعاقدات داخلية مع الدولة.
انعكاسات الأزمة على السوق الزراعي.
أدى التوقف المؤقت خلال الأسابيع الماضية إلى تراجع المعروض من السماد الأزوتي، ما تسبب في قفزات سعرية وصلت إلى 35% في السوق الحر، وتأثرت الجمعيات الزراعية بتأخر التوريد، مما دفع بعض المزارعين لتقليل استخدام السماد، ما قد ينعكس سلبًا على إنتاجية محاصيل الصيف مثل الذرة والأرز.
مواضيع مشابهة: رحيل البطل الخفي خالد شوقي سائق شاحنة الوقود الذي أنقذ مدينة من كارثة
البترول تتحرك لتعزيز إمدادات الغاز.
جاءت عودة ضخ الغاز لمصانع الأسمدة بالتزامن مع إعلان وزارة البترول عن خطوات حثيثة لتعزيز البنية التحتية لشبكة الغاز خلال الصيف، حيث أجرى الوزير المهندس كريم بدوي جولة ميدانية لمتابعة تجهيز سفينة التغييز “ENERGOS ESKIMO”، المقرر ربطها بميناء سوميد بالعين السخنة، ضمن خطة لزيادة مرونة الشبكة.
تُعد هذه السفينة هي الوحدة الثالثة ضمن منظومة استقبال الغاز الطبيعي المسال، وإعادة تغييزه وضخه في الشبكة القومية، بما يسمح بتوسيع هامش المناورة في توزيع الإمدادات بين الكهرباء والصناعة.
وسط توتر إقليمي وضبابية في تدفقات الغاز.
تأتي هذه التحركات في وقت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا مع تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، وتأثر بعض مسارات تصدير الغاز في المنطقة، وتشير مصادر مطلعة إلى أن تدفقات الغاز من بعض الحقول المرتبطة بإسرائيل شهدت اضطرابًا مؤقتًا خلال الأيام الماضية، ما جعل مسألة تأمين الإمدادات أولوية قصوى لمصر.
الأمن الصناعي والغذائي.. أولويات متوازنة.
بحسب مسؤول بوزارة البترول تحدث لـ”نيوز رووم”، فإن قرار إعادة ضخ الغاز تدريجيًا جاء بعد تقييم دقيق لحجم الاستهلاك الكهربائي في الموجة الحارة الحالية، مؤكدًا أن “استمرار توقف المصانع كان سيؤدي لمخاطر تتعلق بالأمن الغذائي، خصوصًا مع تصاعد شكاوى المزارعين”.