بعيداً عن احتمال التدخل الأمريكي الذي قد يعيد تشكيل المعادلة حول البرنامج النووي الإيراني، يعتمد طول الصراع بين إسرائيل وإيران على عاملين رئيسيين هما: مخزون إسرائيل من صواريخ الاعتراض، وترسانة إيران من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى

ممكن يعجبك: وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد نشطاء أسطول الحرية بعدم الوصول إلى غزة
دفاع جوي بقدرات عالمية
منذ بدء الرد الإيراني، تصدّت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية لمعظم الصواريخ الباليستية الإيرانية، مما منح سلاح الجو الإسرائيلي هامشاً للرد العسكري داخل إيران دون تحمل خسائر كبيرة على الأراضي الإسرائيلية، ومع استمرار الحرب، بدأت إسرائيل في إسقاط صواريخ الاعتراض بوتيرة تفوق قدرتها على تصنيعها، وقد أعرب ثمانية مسؤولين حاليين وسابقين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، عن خشيتهم من نفاد مخزون الاعتراض قبل استنفاد إيران لصواريخها.
بعد الاستنزاف.. تقنين وتركيز على الأولويات
بدأ الجيش الإسرائيلي بترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مفضلاً تخصيصها لحماية المناطق المكتظة والمواقع الاستراتيجية، العميد احتياط ران كوخاف، القائد السابق للدفاع الجوي، قال: “صواريخ الاعتراض ليست حبات رز العدد محدود”، وتابع “إذا كان صاروخ سيصيب مصافي حيفا فهو أولوية أعلى من صاروخ يهدي لصحراء النقب، الحفاظ على هذه الموارد يمثل تحدياً، لكننا قادرون على مجابهته”
استنزاف متبادل
تشير التقديرات إلى أن إيران بدأت الحرب بحوالي 2000 صاروخ باليستي، وقد تم استخدام ثلث إلى نصف هذه الترسانة، على الجانب الإسرائيلي، تم إطلاق نحو 400 صاروخ إيراني: حوالي 40 انفجرت داخل التجمعات السكنية، بينما تم اعتراض البقية أو سقطت في البحر أو صحارٍ غير مأهولة
منظومات الدفاع
تعتمد إسرائيل على ما لا يقل عن سبعة أنظمة دفاعية، تشمل:
مواضيع مشابهة: القوات الأمريكية تغادر قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في شرق سوريا
1- Arrow لاعتراض الصواريخ عالية المدى على ارتفاعات مرتفعة.
2- David’s Sling لاعتراض الصواريخ المتوسطة.
3- Iron Dome لإسقاط الطائرات قصيرة المدى وشظايا الصواريخ.
أما الولايات المتحدة فقد زودتها بمنظومات دفاعية إضافية، وبعضها مطلق من البحر، بالإضافة إلى تجريب أشعة ليزر وأنظمة جوية متقدمة (طائرات مقاتلة)، مع سقوط حوالي 24 مدنياً وإصابة أكثر من 800 إثر الصواريخ الإيرانية، بالإضافة إلى أضرار تصل إلى منشآت استراتيجية ومستشفى سوروكا جنوبي البلاد، توشك التكاليف المدنية والاقتصادية أن تجبر إسرائيل على تقنين دفاعاتها ما قد يفتح نافذة لردود أكبر من إيران، حسبما قال زوهار بالتي، ضابط سابق في الموساد:
وأضاف زوهار؛ “بعد نجاح إسرائيل في استهداف معظم أهدافها النووية داخل إيران، أمامها نافذة مدتها يومين أو ثلاثة لإعلان النصر وإنهاء الحرب”، وتابع “الحرب على عدة جبهات واختبار الدفاع ضد موجات صواريخ باليستية لم يكن متوقعًا”.
وقد تحول هذا الصراع إلى سباق استنزاف حقيقي: إسرائيل ضد النظام الصاروخي لإيران، وقدرة كل طرف على الاستمرار قد يقرر من سيفوز أو ينهزم، قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على التحمل مقابل قدرة إيران على مواصلة القصف ستحدد مدى استمرار هذا الصراع وتصاعده