احتضنت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة المحاضرة التذكارية للدكتور جورو ماتسوت، رئيس وزراء جمهورية صربيا، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، بالإضافة إلى نواب رئيس الجامعة، وعدد من الوزراء والسفراء، وكبار قيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعمداء الكليات والوكلاء، وجمع غفير من الطلاب.

اقرأ كمان: “يسرا تدعم هند صبري في مواجهة أزمتها مع الجمهور”
في بداية كلمته، عبر الدكتور جورو ماتسوت عن تقديره لجامعة القاهرة العريقة وكلية طب قصر العيني، مشيرًا إلى أن المحاضرة العلمية التي سيلقيها تتناول موضوعًا حيويًا يؤثر على العديد من السيدات على مستوى العالم، حيث سيتم خلالها تبادل الرؤى والأفكار والاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية في مجال “متلازمة تكيس المبايض”، والتي تُعد من أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء، وعلاقتها بأمراض الغدد المختلفة، خاصة في مراحل الشباب مثل السكري والسمنة.
كما استعرض رئيس وزراء جمهورية صربيا أحدث الطرق العلاجية للمتلازمة والتوصيات العلاجية العالمية المنشورة في عام 2023، وشارك في كتابة هذه التوصيات مع باحثين دوليين، مؤكدًا على أهمية دور الإعلام في رفع الوعي الصحي حول هذا المرض.
من جانبه، أعرب الدكتور أيمن عاشور عن سعادته بوجوده في جامعة القاهرة التي تمثل منارة للعلم والثقافة والفكر الحر في مصر والعالم العربي، مؤكدًا أن هذا اللقاء يعكس عمق علاقات الصداقة والتعاون بين جمهورية مصر العربية وجمهورية صربيا، ويظهر قوة العلاقات الراسخة بين البلدين، خاصة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والتي تُعد ركيزة أساسية لبناء جسور التعاون بين الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي والحضاري.
وأشار الوزير إلى أن التعاون المصري الصربي في المجال الأكاديمي حقق خطوات متقدمة على مدار السنوات الماضية، معربًا عن تطلعه لتوسيع التعاون المشترك في مجالات تبادل الأساتذة والطلاب، والمشروعات البحثية الثنائية، والبرامج التعليمية المزدوجة، بما يسهم في تعزيز المنظومة التعليمية والبحثية في البلدين، مؤكدًا على دعم مصر الكامل لتعزيز هذا التعاون وفتح آفاق جديدة للشراكة الأكاديمية بين الجامعات المصرية والصربية، وعلى رأسها جامعة القاهرة التي تُعد واحدة من أبرز الجامعات في المنطقة.
ورحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق برئيس وزراء جمهورية صربيا والوفد المرافق له في رحاب جامعة القاهرة، مؤكدًا أن هذه الزيارة تُجسد عمق الصداقة والتعاون بين مصر وصربيا، وتعبر عن التقدير المتبادل لدور التعليم والبحث العلمي في بناء جسور التواصل بين الشعوب.
ممكن يعجبك: إجراءات صارمة لضمان نزاهة امتحانات الثانوية العامة 2025 في الدقهلية
وأكد رئيس الجامعة حرص فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعزيز التعليم كركيزة أساسية في مسيرة بناء الدولة الحديثة، ودفع الجامعات المصرية نحو الانفتاح على العالم وتعزيز شراكاتها الدولية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل فرصة مهمة لتعميق العلاقات الأكاديمية بين جامعة القاهرة والمؤسسات الجامعية في صربيا، خاصة في مجالات البحث العلمي المشترك، وتبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتطوير البرامج التعليمية، بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة في كلا البلدين.
وأضاف الدكتور محمد سامي عبد الصادق أن جامعة القاهرة، بتاريخها الممتد لأكثر من مائة عام، وبما تضمه من عقول متميزة وطلاب واعدين، تؤمن بأن المعرفة الحقيقية تُبنى عبر التعاون والتفاعل الدولي، معبرًا عن ترحيبه بهذا اللقاء الذي يُعد خطوة جديدة في مسار الجامعة الدولي، وشهادة على مكانتها العالمية المرموقة.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور حسام صلاح عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن زيارة الدكتور جورو ماتسوت تُعد نواة لشراكة أكاديمية فاعلة، وتؤسس لتعاون مشترك بين الجامعات والمؤسسات بمصر وصربيا، مشيرًا إلى قرب الاحتفال بمرور 200 عام على إنشاء كلية طب قصر العيني، التي تأسست عام 1827 كأول مدرسة طب في مصر والعالم العربي، وتمثل صرحًا علميًا متميزًا في مجالات التعليم والبحث العلمي والخدمة المجتمعية، وموطنًا للابتكار، وملجأً لكل من يسعى لتخفيف معاناة البشر، لافتًا إلى التطورات التي حققتها الكلية في مجالات رقمنة التعليم الطبي، وتوسيع البنية البحثية، وتعزيز الحوكمة السريرية وفقًا للمعايير العالمية.
وأكد الدكتور حسام صلاح على الأهمية الكبيرة لهذه الزيارة، التي تستهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم الطبي والبحث العلمي وتقديم الرعاية الصحية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها العالم من الجوائح العالمية إلى الأمراض المزمنة، ومن أزمات الصحة النفسية إلى عدم المساواة في الوصول للخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن التعاون سيشمل تبادل الطلاب والأساتذة، والمشروعات البحثية المشتركة، والابتكار في التعليم الطبي، مثمنًا الدور الفعال لصربيا في تقديم مساهمات علمية وطبية عبر التاريخ، وخاصة الخلفية الأكاديمية والسريرية في مجال الباطنة والغدد الصماء بجامعة بلغراد، معربًا عن شكره للدكتور أيمن عاشور والدكتور محمد سامي عبد الصادق لدعمهما المتواصل لكلية الطب.
عقب انتهاء محاضرة رئيس وزراء صربيا، قدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس جامعة القاهرة درع الجامعة لرئيس الوزراء الصربي.