أوضح المهندس أحمد العصار، مستشار اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن مستقبل الصناعة في مصر يحتاج إلى تبنّي نماذج إنتاج مستدامة ترتكز على إعادة التدوير، حيث أشار إلى أن بعض القطاعات الصناعية لديها إمكانيات كبيرة للاستفادة من هذا التوجه، وعلى رأسها صناعة الغزل والنسيج، التي يمكن أن تستفيد من مخلفات القطن والخيوط لإنتاج أقمشة جديدة تلبي احتياجات السوق المحلي وتعزز فرص التصدير.
مواضيع مشابهة: أفضل شهادات الادخار في البنك الأهلي 2025 بعد تعديل العائد
الاقتصاد الدائري
وأشار العصار إلى أن الاعتماد على مخلفات التصنيع وإعادة تدويرها يفتح آفاقًا واسعة أمام الصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في ظل التحولات العالمية السريعة نحو الاقتصاد الدائري، الذي يعتمد على إعادة استخدام الموارد وتقليل الفاقد، مما يخفف الضغط على الموارد الطبيعية ويخفض التكاليف.
المعادن والبلاستيك.. كنوز مهدرة
وأضاف أن الصناعات المعدنية مثل الألومنيوم والنحاس والحديد تمثل محورًا مهمًا في مشروعات التدوير، إذ يمكن استغلال مخلفات هذه المعادن في تغذية قطاعات حيوية تشمل صناعة الأجهزة الكهربائية، وقطع غيار السيارات، والنقل والمواصلات، مشيرًا إلى أن هذه المواد تدخل أيضًا في الصناعات الهندسية والمعمارية.
كما أشار إلى أن البلاستيك المعاد تدويره أصبح مطلوبًا عالميًا في إنتاج العديد من المنتجات المنزلية والصناعية، خاصة في الدول التي وضعت قيودًا صارمة على تصنيع البلاستيك من المواد الخام البكر.
اقتصاد عالمي يبحث عن البدائل
وتابع العصار: “يشهد العالم توجهًا متزايدًا نحو الصناعات المعتمدة على التدوير، خاصة في مجالات الورق والمنسوجات والإلكترونيات، بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام عالميًا، ولما توفره عمليات التدوير من حلول بيئية واقتصادية مستدامة”
وأشار إلى أن مصر تمتلك مخزونًا ضخمًا من المخلفات القابلة لإعادة التدوير، وهو ما يعد ميزة نسبية كبيرة يمكن استثمارها في ظل الكثافة السكانية والأنشطة التجارية المتنوعة، مما يتيح تدفقات دائمة من المواد الخام المعاد تدويرها.
دعم مطلوب لتحفيز المصانع الصغيرة
وأكد العصار أن الانخراط الفعلي في الاقتصاد الدائري يتطلب بنية تحتية صناعية قوية، وحوافز ضريبية وتشجيعية موجهة للمصانع الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن تسهيل إجراءات استيراد خطوط الإنتاج الحديثة والتكنولوجيا النظيفة، مع ضرورة تبسيط التراخيص المتعلقة بإنشاء مصانع التدوير.
شوف كمان: ارتفاع أسعار النفط لليوم الثالث مع انتظار تطورات الصراع الإيراني الإسرائيلي
ضرورة استراتيجية
وفي ختام تصريحاته، شدد اتحاد مستثمري المشروعات الصغيرة والمتوسطة على أن الاتجاه نحو تعميق التصنيع المحلي من خلال التدوير بات ضرورة استراتيجية، وليس مجرد خيار تنموي، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الإقليمية وتأثيرها المباشر على إمدادات الطاقة والتجارة العالمية، وعلى رأسها المواجهة الإيرانية الإسرائيلية وتداعياتها على ممرات النفط والنقل البحري.