على مدار خمسين عاماً، تنكرت في زي الرجال هرباً من ذئاب البشر بحثاً عن الأمان، كانت تخرج وتعيش بينهم مرتدية جلباب رجل صعيدي وعمامة، ويصاحبها دائماً الصوت العالي، لتعلن للجميع أنها ليست بالسهولة التي يتخيلها أي شخص، ولا يمكن لأحد اختراقها.

من نفس التصنيف: السكة الحديد تستمر في تشغيل القطارات الإضافية لرحلات عودة المسافرين
التقت “نيوز رووم” السيدة آنسة محمود، التي تبلغ من العمر سبعين عاماً، والتي اختارت مهنة البدال التمويني في قرية الخرانقة التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا.
قصة سيدة تنكرت في زي الرجال
قالت آنسة إنها ورثت محل التموين عن والدها، وتذهب إلى الجمعية لتصرف المقررات التموينية منذ أكثر من خمسين عاماً، مشيرة إلى أنها بدأت العمل منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها.
ولفتت إلى أن العمل يتطلب الكثير من الجهد لمواجهة الذين يسعون لوقف نشاطها التمويني، لكنها تستطيع مواجهة الجميع دون خوف.
محدش يقدر عليه في الدنيا
استكملت حديثها عن تنكرها في زي الرجال منذ أكثر من نصف قرن حفاظاً على نفسها من الذئاب البشرية التي تعيش في هذه الدنيا.
ونوهت إلى أنها كانت ولا تزال تتنقل بين مختلف المراكز والمحافظات المجاورة، مؤكدة أنها لا تخشى أي شخص طالما تمتلك أدوات الدفاع عن نفسها وتملك الحق.
اقرأ كمان: رئيس الجمهورية يراجع مع وزير النقل تقدم مشروع الصب الجاف في أبو قير
وأشارت إلى أن الجميع يلقبها في القرية وفي كل مكان بـ “المعلمة آنسة”، لافتة إلى أنها تذهب لاستلام مقررات التموين بمفردها وتحملها مع الشيالين، ولا تخشى شيئاً قائلة: “الإنسان الذي يمد يده لأحد هو الذي يخاف”
اتعلمت كل حاجة.
قالت آنسة إنها تعلمت الجزارة وكل شيء آخر في البداية عندما كانت الأوضاع تختلف عن الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الوضع الحالي متعب، لكن الحمد لله، الجميع يستقبل الأمر برضا من الله.
وعن تعامل الأهالي معها، لفتت إلى أن الجميع يتعامل معها بكل تقدير واحترام، وفي البداية لم يعرفوا أنها سيدة، حيث اعتقد الجميع أنها رجل، لكن مع مرور الوقت عرفوا أنها سيدة، ورغم ذلك لم يتغير تعاملهم معها.